المقالات

معكم معكم لا مع عدوكم ؟  

1463 2020-07-25

سجاد العسكري ||

 

    الكل يمر بمرحلة ولحظات مصيرية ,ولكن دخول التاريخ يحتاج الى موقف خالد وضمير حي.

   نعم وكما يحتاج دخول التاريخ الى موقف خالد وضمير حي ,بالمقابل يحتاج الى موقف خالد وضمير ميت ايضا ,فمأساة الطف هي من المحطات العظيمة التي يستلهم منها الدروس والعبر في الحياة , فكل موقف او حادث او مفصل او موقع ,او شخصية وماشابه فأنه يفتح ويلهم البصيرة لأعداد النفوس وتربيتها بما جاء به الحسين وجده وابيه من المولى عز وجل.

   من شخصيات التي دخلت التاريخ في الطف شخصيتان مثيرة , بموقفين متناقضين وشتان بينهما ,الغريب انهما كانا في نفس المعسكر ,معسكر القتل وانتهاك الحقوق , وتكميم الأفواه , والفساد بشتى انواعه , كان معسكر يمثل الجاهلية بكل نزعاته القبلية وتطرفه المقيت لصنمية الامير والحاكم ظل الله في الارض  لايجوز مخالفته وان خالف ضروري من ضروريات الدين ,فهو اعلم بشؤون الرعية الرعاع , وان كان خمارا او فاسقا يتبع غرائزه ,حتى وان اعطى حكما وهو سكران ؟!!لأنه اجتهد فاخطأ فله اجر؟!!! 

   عمر بن سعد اكتسب شهرته من واقعة كربلاء وهو القائل :

 أأترك مُلك الريّ والريّ منيتي           أم ارجع مأثوماً بقتل حسينِ؟

هذا حال كل من يطلب الدنيا بمعصية الخالق ,فهو من شجع اباه على طلب الخلافة بعد حادثة التحكيم بين امير المؤمنين علي عليه السلام ومعاوية, وهو من شهد على الصحابي الجليل حجر بن عدي حين طلب منه ابن زياد بأن حجر كان مثير الفتنة وانه كافر وعلى اثر هذه الشهادة قتل حجرا وانصاره, وهو من خان مسلم بن عقيل في الكوفة , وهو من قاتل الحسين وكان قائد جيش الكوفة وصاحب المقولة المشهورة (اشهدوا عند الامير اني اول من رمى) أي رمى اول سهم على الحسين ع وبداية الحرب ,وهو من امر بسحق أجساد الحسين وأصحابه بعد مقتلهم , وهو القائل:( ما رجع أحد إلى أهله بشر مما رجعت به، أطعت الفاجر الظالم ابن زياد وعصيت الحكم العدل وقطعت القرابة الشريفة".

   اما الحر الرياحي لا نكثر الحديث عنه فهو من اعترض طريق الحسين ع وحاصره ووقف ضده ,لكن فطرته السليمة وتميزه بين الحق والباطل هز كيانه بعد معرفة نواية المعسكر الاموي في قتل وابادة الحق واهله ,فتحول الى تائب مناصر بل استبسل في الدفاع الى نيل الشهادة ...

  شتان مابين المبدأ والمنتهى ,وشتان مابين عمر بن سعد الملعون ,والحر الرياحي المرحوم ,فالبعض من يقف مترحما للظالم ويصر على موقفه معاندا جاحدا فليعلم (ان من احب عمل قوم حشر معهم) ,وان تخرس لسانك عن قول معكم معكم لا مع عدوكم ...

   علينا ان نقف على سر هذا التحول المصيري ,فاليوم نحن في ساحة حرب وينفعنا كثيرا التبصر واخذ الموعظة الحسنة ,وان نشغل وننقذ انفسنا مما يأسرها , والتميز بين الحق واهله والباطل ومروجيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك