المقالات

بيانان للحشد الشعبي بهدف واحد


أحمد عبد السادة

 

هلل وصفق ورقص العديد من المدونين الكارهــين للحشد.. من منطلق أنهم - حسب زعمهم وادعائهم - قد اكتشفوا تعارضاً وقطيعة بين بيان نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وبين بيان رئيس هيأة الحشد الشعبي فالح الفياض، وقد وصل الفرح ببعض هؤلاء المدونين إلى مرحلة تشعر معها بأنهم سيقومون حالاً بتأسيس رابطة اسمها "رابطة محبي فالح الفياض"!! ليس حباً بالفياض طبعاً وإنما بــغضاً بالمهندس، وذلك لأن هؤلاء المدونين أنفسهم كانوا وما زالوا من أشد المبغضيـــن للحشد وقادته ومن ضمنهم الفياض طبعاً، لكن الفياض تحول فجأة بالنسبة لهؤلاء إلى "رجل دولة" لا لشيء سوى لأنهم شعروا بأن بيانه يتعارض مع بيان نائبه المهندس!!.

لهؤلاء أقول: لا يوجد أي تعارض "جوهري" بين بيان المهندس وبيان الفياض، فكلا البيانين تحدثا عن وجود "عمل خارجي مدبر" بحسب توصيف بيان الفياض، غير أن الفرق الوحيد بينهما هو أن (المهندس) ببيانه تحدث بلسان ميداني عسكـــري صريح وسمى الأشياء بمسمياتها وأعلن حقيقة الأمر من منطلق مسؤوليته كقائد ميداني للحشد يرى أن واجبه الأخلاقي والوطني يحتم عليه أن يقول الحقيقة كما هي بدون اعتبارات سياسية وقفازات دبلوماسية، في حين أن (الفياض) ببيانه تحدث بلسان سياسي ودبلوماسي من منطلق موقعه كسياسي يضع في اعتباراته التوازنات السياسية والأعراف الدبلوماسية التي تحتم عليه أن يكون هادئاً رغم معرفته بهوية الخناجـــر الخارجية والداخلية المسمومـــة التي تطعن ظهـــر الحشد.

لكنني شخصياً أجد نفسي أميل إلى بيان (المهندس) من منطلق أن الحقيقة ودمـــاء الشهداء تحتاج إلى جنـــود وقادة ومضحين وناطقين بإسمها، ومن منطلق أن هناك ضرورة وأهمية لرفع الغطاء السياسي والدبلوماسي عن الحقيقة وإيصال رسالة للأمريكان والإسرائيليين مفادها أن الحشد مستيقظ ويعرف مؤامراتهـــم ومخططاتهـــم وأنه جاهز للرد إذا استمر التمـــادي من قبلهم وإذا استمر الاعتــداء على مقراته ومعسكراتـــه ومستودعاته، ولا شك أن هذه الرسالة مهمة لردع المعتديـــن.

أبو مهدي المهندس بالنهاية كشف ببيانه الحقيقة الموضوعية المجردة، وذلك لأن الجميع تقريباً يعرف بأن الطائرات الأمريكية والإسرائيلية المسيرة هي التي استهدفت وقصفـــت معسكــر "الشهداء" في آمرلي ومعسكــر "أشرف" في ديالى ومعسكــر "صقر" في بغداد وأخيراً قاعدة "بلد" في صلاح الدين، فضلاً عن استهدافها لقطعات الحشد ومستودعات أسلحتـــه وعتــاده في أوقات سابقة.

كشف المهندس أيضاً عن خطة أمريكية إسرائيلية تهدف إلى استهــداف قيادات حشدية وداعمة للحشد وتصفيتهــا جســدياً، وفضلاً عن تلك الخطة فإن هناك مصادر موثوقة تؤكد بأن هناك خطة أمريكية أخرى للتنسيق مع الدواعــ.ـــش وتشغيلهم من جديد لإعادة انتشارهم مجدداً في صحراء الأنبار ووادي حوران وبعض المناطق المحررة لإرباك الأمن، وكل المعطيات تشير إلى ذلك الأمر، كما أن هناك خطة أمريكية لإطلاق سراح الإرهــــابيين في سجـــن "الحوت" وإعادة تشغيلهم مجدداً.

على الحكومة العراقية أن تعرف بأن استهـــداف الحشد هو استهـــداف للقدرات العسكريــــة العراقية، وبالتالي فإنه استهـــداف للعراق كدولة، ولذلك فإنه على الحكومة أن تحمي أسلحـــة وأعتـــدة الحشد والجيـــش من خلال توفير مخازن ومستودعات لها تحت الأرض وبعيدة عن المدن ويصعب استهدافها، كما أنه على الحكومة أن تعزز قدرات الجيـــش والحشد الدفاعيـــة الجوية من خلال استيراد منظومات دفـــاع جوي فاعلة كمنظومة S400 الروسية التي كثر الحديث عنها مؤخراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك