المقالات

عجباً.. قد عهدناك وفياً يا عراق..!

2097 2019-07-19

كاظم الخطيب
الوفاء شيمة الشرفاء، والعرفان دالة الإحسان، والتضحية مدعاة للجزاء، والأرض عنوان للإحتواء؛ فلا شرف مع خيانة، ولا إحسان مع نكران، ولا تضحية مع إزدراء، ولا إحتواء بدون وطن.
"الجود بالنفس أسمى غاية الجود" ولا جود كنزف الدماء، وثكل الأمهات، وترميل النساء.. ومن أعظم مصاديق هذا الجود؛ هو المشهد القدسي الذي أدهش العقلاء، وحير أرباب العقول، عندما هبت جموع العاشقين على أجنحة من الشوق، لمعانقة المنايا، وتقبيل شفاه الردى، فداءً لشرف العراق، وذوداً عن حياض الوطن.
داعش صنيعة الفساد قبل أن تكون صنيعة أمريكا.. داعش وليدة المحاصصة قبل أن تكون وليدة الطائفية.. داعش نتاج الجهل قبل أن تكون نتاج ثقافة التكفير، داعش وكردستان جبهة.. داعش والأنبار وصلاح الدين دولة.. داعش وحكومة العراق آنذاك بلاء ونقمة.
أبان حكومة المالكي، تم إجتياح العراق، وسفكت الدماء، وهتكت أستار النساء، و "هُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا"، وأُعدم العراق ناصراً ومعيناً، بعد أن إرتدى الجنود( الدشاديش) جلابيب الفرار والهزيمة، وإتخذ الأكراد من سلاحهم (حواسماً) وغنيمة، وإنبرت في سبايكر وبادوش زمر مارقة بعثية لئيمة.
بصمت هادر، وفكر ثائر، وحكمة بالغة، أطلق سماحة السيد المفدى علي الحسيني السيستاني( دام ظله) فتوى الجهاد الكفائي.. حينها برز الإيمان كله، إلى الكفر كله، ووقفت صدور الأبطال سداً أمام وابل الرصاص، وإستهداف القناص، وعربات التفخيخ، وتتابعت مواكب الشهداء تتراً، وقدموا بدمائهم للإنسانية دروساً وعبراً، وصبروا صبراً جميلاً، ونكلوا بعدوهم تنكيلاً، فكانوا حشداً من المجاهدين كالطود، وسيلاً من المؤمنين كالطوفان، يكتسح فلول المعتدين، ويقتلع جذور المارقين، حتى أشرقت تباشير النصر، بإندحار قوى الشر.
وإذا بالشهيد وحيداً، يسمع صوت إمه وهي تنادي" ولدي لكم كان أهلك جاحدون؟.. ولدي وكم كان دمك رخيصاً؟ لدرجة أنه لم يك كافياً لشراء قطعة من وطن؛ تتوسد فيها بعد ذاك العناء، وتستريح بها من هول الشقاء، بني لقد تملك الأرض الدخلاء، وصادر نصرك الجبناء، فقد سمح الخائنون للمجون أن يكون سيداً، ومكنوا للفساد من أن يكون رائداً".
عجباً.. كيف يكون جزاء الشهيد جحوداً لتضحياته؟.. عجباً كيف يتملك الساسة وأبنائهم وخواصهم، مئات الأمتار من الأراضي، بينما يحرم الشهيد مترين من الأرض التي رواها بدمه الطاهر؟.. عجباً، كيف يكون من يمثلون الشعب أداة هَمٍ وشقاء؟.. عجباً، كيف تكون الحكومة عاجزة عن توفير مقبرة تليق بالشهداء؛ ممن كان لهم الفضل في دوامها وبقائها؟.. عجباً ، كيف تشح الأرض بوجه بطل.
ألا تباً لبرلمان لا يلبي طموح ناخبيه، وتعساً لحاكم لا يحفظ كرامة مواطنيه، وبعداً لأحزاب تجاهد بالأبطال، وتكرم الأنذال، وأسفاً على وطن يبيع الأرض لشهيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك