المقالات

أسلحة الدمار الشامل..!


ماهر ضياء محيي الدين

 

مفهوم أسلحة الدمار الشامل يثر مخاوف وقلق الكثيرين ، لكن الحقيقية لها في عراقنا الجريح اقرب للواقع المرير الذي نعيشه منذ أمد طويل .

أربعة أسئلة بدون أجوبة مقنعة ليومنا هذا ومحيرة في نفس الوقت ،وهي

لماذا لا تعترف القوى السياسية بفشلها في إدارة الدولة ومؤسساتها أو قيادة العملية السياسية برمتها ؟ ولماذا لا تترك المجال لقوى أخرى عسى إن تنجح أو تفشل ؟، ولماذا تصر على نفس النهج أو السياسية بعد حكم خمسة عشر سنة عجاف التي دمرت البلد وقتلت العباد ، ولماذا لا تعطي فرصة للكفاءات أو الخبرات الوطنية المستقلة في تحمل المسؤولية للمناصب التنفيذية ( بيت القصيد ) ؟ .

سنعفي الكتل عن الإجابة عن السؤال الأول والثاني بسبب إن ظروف البلد صعبة للغاية بين تركة من الماضي وما خلف النظام من ضحاياه ودمار البلد ، وتحديات المرحلة واحتدام الصراع بين القوى العظمى ،وما انعكس سلبا على ظروف البلد العامة .

أما السؤال الثالث والرابع فلا مناص من الإجابة عنهما ، وهو الاستمرار على نفس النهج الفاشل ، والذي لا يحتاج إلى دليل أو حجة الواقع العراقي مرآة للكل لما يعاني عراقنا الحبيب ،و لماذا تدار أربعة الآلاف من المناصب التنفيذية في مفاصل الدولة عن طريق الوكالات (أسلحة الدمار الشامل الحزبية) ؟

 والطامة الكبرى بشخصيات ليست من أهل الخبرة والكفاءة في مواقع حساسة سواء كانت أمنية أو أكاديمية ، ويكون تقاسم هذه المناصب وفق القاعدة التوافق والمحاصصه ، والمفروض أو المعروفة إن تكون مسؤولية هذه المناصب من أهل الخبرة والكفاءة ، وحسب التدرج الوظيفي ، وسنوات الخدمة الوظيفية ، لأنها بحاجة إلى هذه الخامات أو القدرات الوطنية في تحمل المهام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،ووفق متطلبات المرحلة ما بين التحديات والمخاطر المحدقة بنا ، وحاجة الدولة الماسة لهذه الرجالات .

قد يقول إن الأحزاب من حقها الانتخابي والدستوري في تقاسم السلطة وتوزيع المناصب ، ونحن نتفق مع هذه الرأي ، لكن في المقابل إن يبقى الوكيل في منصبة لمدة عشر سنوات أو أكثر، ولا يملك مؤهلات خبرة القيادة والإدارة ، وبدون تغير بأخرى مهنية، وبدون نتائج ملموسة على الواقع دليل دامغ على ضرورة التغيير بالنهج وبالفرد ، وهناك قضية على الكتل تحسب لها وعليها أين وعودكم التغيير والإصلاح قبل الانتخابات وبعدها بشخصيات مستقلة تكنو قراط تتولى المسؤولية ،لان الذي جرى في الخفاء والعلن اليوم يخالف هذه الوعود ، وهناك مسالة معروفة من الجميع بأنكم أعلنتم إن يكون للسيد رئيس الوزراء الحرية في الاختيار والتغير وفق المصلحة العامة ، وهذه المسالة تحسب لكم في حالة فشل أو سوء الاختيار ، ويتحمل الأمر السيد رئيس الوزراء لكي تحسب عليه .

إن توزع المناصب عن طريق الوكالات ، وبشخصيات غير قادرة وكفوءه هي بالحقيقية أسلحة دمار شامل بدليل وضع البلد وأهله يرثى له في مختلف الجوانب والنواحي .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك