المقالات

تفاوض وتوافق ونفاق ؛ولكن..!

1402 2019-06-19


سجاد العسكري


التوافق هي كلمة تعددت معانيها فمنها اتفقوا , تفاهموا تقاربوا في ارائهم , ومرة اخرى تكون تالفت وانسجمت في وجهات النظر ,واخرى تشابهت وتكيفت مع متطلبات الحياة الجديدة ؛لكن عندما يكون التوافق نفاق , وهذا النفاق سياسي وظاهرة بارزة في حياة السياسين , ومايدور في منطقتنا عموما ظهور المسوخ اعداء المجتمع والامة الاسلامية , هنا يكمن الخطر الاكبر .
فالذي يتوافق مع الاعداء ويقتل الابرياء العزل ويعتدي على الاوطان الامنة , ويهدد السلم المجتمعي بصورة عامة فهو منافق مسخ ولا تربطه بالاخرين لاعقيدة او دين ,لأنهم عبدة المصالح والمطامع فلم ينصروا الدين , ولا اقاموا الدنيا , بل كان سعيهم في تدمير المجتمع والامة الاسلامية والعربية ايضا, واكل الخيرات واهلاك الحرث والنسل وسقوطهم التدريجي عبر توافقهم ونفاقهم السياسي ؛ليكونوا دون مستوى البشر . 
فالموافقون المنافقون شغلوا المنطقة بالحروب والتنازع والصراع جراء تبعيتهم لأمريكا واسرائيل فالمتتبع يلاحظ بأنهم يتمتعون بسمات الرذيلة منها:
اولا: سعيهم للفساد فسلوكياتهم تؤدي الى افساد الحياة ومحاولة ان يوهموا الناس بأنهم مصلحون.
ثانيا:الخداع والاستغلال والوصولية بحيث لايتورعون عن استعمال الاكاذيب والحيل ,فكل همه كيف يحصل على مبتغاه بكل وسيلة .
ثالثا: الكراهية والاستهزاء بالشريعة والمشاعر فتراه منزعج ويحمل الكراهية لمن يطبق الشريعة الحقة والوحدة بين صفوف المسلمين, ولايحمل مشاعر التعاطف جراء القتل والدمار لأخوته او جاره.
رابعا : سعيهم الى الخصام والفتنة, وركونه الى الظالمين وهو ماتشهده المنطقة من حروب واعتدائات على البلدان من اجل ارضاء الاستكبار العالمي لينشروا ثقافة الخصام والفتنة وتشتيت الصفوف .
فكل هذا يجري في الشرق الاوسط بفعل هؤلاء ولازالوا يقولوا نحن مصلحون ويكفيهم وصف القران لهم في قوله تعالى في سورة البقرة (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) الا تعلمون بأن امريكا تدعم الانظمة وليس بناء دول ,لذا كل نظام يكافح من اجل الحفاظ على مصالحه الوطنية فانه يقع في مأزق العقوبات الامريكية.
فامريكا وحلفائها لا ينفع ان تكون حليفا استيراتيجيا لأي دولة في الشرق الاوسط لأنهم رسموا حدودنا , وسببوا الحروب والتوترات والتناقظات بين البلدان الجارة والصديقة من اجل بقاء مصالحها فهي تدفع لحرب اليمن ؛لكن اليمنين وصلوا الى مطاراتهم وانابيب نفطهم بامكانياتهم المتواضعة , سوريا واجهوا الارهاب الامريكي الخليجي الصهيوني ودحروهم وكذلك في لبنان والعراق , اما ايران فانهم تقدموا على الكثير من البلدان رغم العقوبات والحصار ليحتلوا الصدارة وهم في حرب دائمة مع نفس الثلاثي البغيض حتى باتت امريكا ترجو المفاوضات عبر وسطاء عدة اخرهم اليابان , وفي اليابان على ما اظن رسائل لأيران قد تكون منها :ان اليابان تعرضت لحرب امريكا فتعرضت للقنابر النووية المحرمة دوليا من قبل امريكا لأنها كسرت شوكت الجيش الامريكي ,وكذلك اليوم اليابان هي البنت المدللة لأمريكا كما يقال ...
لكن الرد كان مؤلم فلا توافق ولا لف او دوران وتفاوض ونفاق سياسي ,وضحك على الذقون ..., والسبب لأنكم غير جديرين بالرد اصلا , وقالها قائدهم من قبل سوف تتفاوضون على الملف النووي ولكن لن تحصلوا على شيء من هؤلاء , نعم نحن نؤمن بأن هذا القائد على بصيرة من امره وينظر بعين الله ولولا هذا الايمان والطاعة لما تحققت الانجازات , وهو بهذا يختلف عن اليابانيين في الظرف والقيادة المحيط بمايجري من متغيرات .
وهذا الطرف القوي يحمل سمات نبيلة في تحركه , فهو يحاول توحيد صفوف العالم الاسلامي , ورتق ما فتقتموه , وتقريب وجهات النظر وتقليل نقاط الخلاف عبر تقوية المشتركات والروابط , وسعيه الى نبذ الكراهية وان تكون الشريعة طريقنا , وقطع دابر من يسعى الى الفتنة , والانتفاع الثقافي والفكري عبر الزيارات المتبادلة بين البلدان لتعزيز قوتها ضد اعدائهم .
فاين الطرف الاول الذي دخل في جحر الشيطان لتشتعل المنطقة بمؤامراتهم الرخيصة فهاهم قد ذلو , اما الطرف الاخر القوي فقد دخل في سلطان طاعة الله واعتمدوا على مقدراتهم ومواردهم البشرية وهم يقولوا وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب , والجدير عليه ان يميز بينهما بعيدا عن الميول والاتجاهات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك