المقالات

قصة الزهد والمرجعية !

1527 2019-05-04

سجاد العسكري


قد لا نستطيع ان نعيش حياة الزهد والقناعة لأن طبيعة انفسنا مقبلة على الحياة الدنيا ومشغوفة بها ؛لكن يمكن ان نرى الزهد والقناعة من خلال مانراه من سلوك اشخاص لأسلوب معين في حياتهم ويتخذوه طريقا لبلوغ غايات قد يصفونها بالقرب من الحبيب او الكمال والسعادة ..., في النهاية قد نقابل اشخاص او علماء دين او مرجع ديني فيختلج في اذهاننا سؤال كيف يعيش هذا المرجع او العالم ...؟ طريقة لباسه المتواضع ,بيته الغير عادي اصلا ؟! نعم تسبقها علامات من الاستفهام والتعجب والتي لايستطيع فك طلاسمها الا من عرف هذه الطبقة حقا حقا , فيقز سؤال اخر اين تذهب اموال الخمس والحقوق وغيرها .
فالزهد هو نتيجة طبيعية وحتمية للاخلاص عند العلماء , وكأني بهم يطبقون كلام سيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام وهو يصف الزهد فيقول :الزهد بين كلمتين من القران الكريم قال تعالى ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا اتَاكُم﴾ فهم لم يأسوا على الماضي , وما كانوا ليفرحوا بالاتي ,فتركوا اغراءات الدنيا وزخارفها ,نعم فطرفي الزهد الماضي الذي نفتخر بوجود فطاحل العلماء وما تركوه لنا من ارث لا زلنا ننهل منه , اما الحاضر فعلمائنا الان وبكل اعتزاز نرفع رؤسنا عند ذكر مواقفهم المعهودة من نصرة المظلوم والوقوف ضد المحتل ,حتى احببنا ان نطلق اسمائهم على ابنائنا وشوارعنا وصورهم تملاء منازلنا؛لأنهم حققوا الكثير في الدنيا ولم يكونوا يوما اسرى لها .
فالقصص كثيرة ان اردنا ان نفتح تراثنا ؛لكن هل يفهم المقابل هذه القصة التي حافظت على الكثير من ارث الامة والمجتمع من الانحراف , مقابل الجلوس في احضان العدو , والمحتل والظالم والمخطط لسياسات هدم المشتركات والروابط القوية بين الامة الاسلامية ..., فهل يفهم القوم ؟ تصريحات هجينة بين حين واخر ما هدفها ؟ اكيد هو ترويج وتشويه تنطلي على الكثير من الخراف السذج التي يقودها ويرعاها ذئب شبعان ,فكلما يجوع ياكل من هذه الخراف .
فمابين الاموال التي تصرف للايتام مابعد الحرب الطائفية القاعدة وداعش انبرت المرجعية الدينية بتوفير العيش الكريم للايتام والارامل ودعم الكثير من الحالات المرضية ,فهذه الاجابة لسؤال سابق , لكن العالم يموت بصواريخكم واسلحتكم الملوثة وحروبكم المصطنعة , وانتم تقيمون حفلات ملكة جمال الكون وغيرها من الحفلات التي تصرف لها الملايين ,في المقابل بلدان لا تملك حتى كسرة من خبز تالف لتسد جوعها, ليموت شيوخها واطفالها امام كامرات منظماتكم الانسانية البائسة .
للعلم والاطلاع امريكا قائمة على دعوة اقامة الديمقراطية ومحاربة الارهاب , وهما القرنان اللذان تناطح بهما امريكا كل من يخرج عن طوع استعبادها ويريد ان يتحرر او يطالب بمسك زمام الاموربعيدا عن مخططاتها التسلطية ,فصنعت الارهاب ورفعت شعار الديمقراطية لتقاتل الشعوب الحرة .
ومن الطبيعي هم لا يعرفون شيء اسمه الزهد وشخص زاهد قنوع ,لأن اغلب لقائاتهم بالحسناوات الشقراوات والسمراوات ,واصحاب النفوذ والمال والسلاح , وامراء وملوك جثموا على رقاب شعوبهم ,فمن اين يأتي الزهد بعدها ؟! فمزاعم جوي هود وامثاله من اتباع الادارة الامريكية تحاول في كل مرة الاساءة واستفزاز لمشاعر المحبين للمراجع او للشعائرهم ؛لأنهم لايفقهون مامعنى تمسكنا بقيادتنا الدينية وهي عروة وثقى لا تنفصم ابدا عبر التهريج هنا وهناك, بل حتى وان دسوا البعض الظال فسرعان ماستفضحه اعماله التي تمثل رغبات دنيوية ضيقة , وهي عكس الزهد الذي اصبح درس نتعلمه من علمائنا ومرجعيتنا الدينية , والتاريخ يروي لنا قصص الظالمين ويحطهم اسفل السافلين , واخرى ترفع الزاهدين ليكونوا لنا قدوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك