المقالات

أيُّ عبارة تليق بعبّارّة!!

1892 2019-04-04

أمل الياسري

 

تركوا أمتعتهم على جرف دجلة، لكن بعد لحظات تركتهم أمتعتهم ورحلوا الى كبد السماء، ليعانقوا نجوم عيد الربيع الذي أقام عزاءهم في الجنان، إنهم مَنْ ركبوا للترفيه عن أنفسهم بعيداً عن هموم الشتاء، وأنا لن أهتم لهويتهم وقوميتهم، وديانتهم ومذهبهم، ولكني سأهتم بمَنْ عجّل في رحيلهم، وأسأل: أي عبارة تليق بعزاء عبارة الموصل، فنهر دجلة لا يعرف صخب الإعتقالات والمداهمات ليسلب أرواح الأبرياء، لأن ماءه مجموعة من الدموع البريئة، تعطرت بأجساد هؤلاء الأطفال، والشباب، والنساء. الإحصائيات الأخيرة تفيد بأن هناك جثامين مفقودة الى الآن، فما كان لهذه الحادثة الأليمة التي ألمت باهالي الحدباء، إلا أن تناشد أهالي الجنوب للمساعدة، وقد أعلنوا مساندتهم لإخوانهم في أم الربيعين، وأنهم على أهبة الإستعداد للبحث عن أبنائهم وإخوانهم قائلين: (لن نترك الحدباء في ظروفها الصعبة) إذن هي مصيبة واحدة تؤكد وحدة المصير بين أبناء الشعب الواحد، والحق أن الربيع ورجب تلاحما في صورة واحدة، ما تزال مشاهدهما عالقة في جسر الأئمة، فتعانقت الدماء والدموع. أشارت المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة، الموافق (22 رجب 1440) المصادف (29/3/2019)، الى ضرورة المحافظة على سلامة المنظومات الحياتية، حيث تتكامل فيما بينها لتسير الحياة اليومية بشكل طبيعي، وآمن، ومستقر، ومنها سلامة المنظومة البيئية والصحية، والتي تؤكد على مهمة الدولة بشكل أساسي لتحقيقها، كما هي مهمة الفرد كنظافة مدننا وأزقتنا، وسلامة الأماكن الترفيهية، وسلامة الأنهر، والمؤسسات السياحية التي يرتادها المواطنون في المناسبات، ولكن هل تعي الدولة لدورها وعلى مَنْ تقع المسؤولية بهكذا حوادث مفجعة؟! إطلاق النصائح أمر سهل ولكن تطبيقها أمر صعب، لأن المقابل المنصوح يعتبر نفسه محقاً، ويشعرك بأن حادثة العبارة قضاء وقدر، في حين أن المرجعية الرشيدة، أشارت الى أن سلامة منظومة الوطن والمواطن، يعد أمراً مشتركاً فالدولة والفرد كلاهما مسؤولان عنهما، فكيف إذا كان مَنْ نريد حمايتهم هم الاطفال، والشباب في عمر الزهور ولهم حرمة عظيمة، واذا تردد القول بأن الحوادث المؤلمة تنتهي بلا دروس لنا، فالأجدر أننا بحاجة الى محاسبة مَنْ كان سبباً بهكذا حادثة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك