المقالات

"فصل الربيع" الذي بات موتاً !!

2985 2019-03-24

رسل السراي

 

فصل الربيع فصل البدايات؛ ففيه تتهيأ الأرض لإرتداء أجمل أثوابها، ليبدأ فصل مليء بالتجدد والأمل، وألوان الزهور بمختلف أشكالها وألوانها وعطورها، وفيه ترتفع زقزقه العصافير وتعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها وأوطانها بعد وقت طويل من الغربة، فليس هناك أجمل من دفئ الربيع الذي ينبعث إلى أعماق الأرض.

تنشر الشمس أشعتها؛ إلى الأرض لتزيل عنها برد الشتاء، يا له من فصل عابق بالحياة والبهجة والفرح، ولكن يا ترى هل تشمل هذه الفرحة وطني الجريح؛ الذي عانى من ويلات الحروب والدمار بالإضافة إلى الفساد المتفشي في كل أجزائه ؟ وهذا ما حدث يوم الخميس21آذار ، حينما غرقت عبارة سياحية بنهر دجلة في محافظة الموصل، حيث كانت العوائل تحتفل في بداية فصل الربيع، وتتنزه في جزيرة وغابات أم الربيعين، لكن بسبب الجشع والفساد الإداري المتفشي بالنفوس الضعيفة، هو الذي دفعهم إلى عدم تحذير المواطنين بشروط السلامة المعدة للجزيرة .

تشير التحقيقات الأولية؛ بأن العبارة كانت تحمل أكثر من إستيعابها حيث إنها لاتستوعب أكثر من(50)راكباً، إلا أنها كانت حُملت بعدد يفوق قدرتها الإستيعابية، حيث كان على متن العبارة أكثر من(200)راكباً، مما أدى إلى غرقها، كل ذلك بسبب جشع وطمع مالكها والغاية الربح السريع بالأموال على حساب أرواح المواطنين، فأدى ذلك لغرق عدد كبير من الرجال والأطفال والنساء .

فمن يتحمل مسؤولية هذا الحادث المؤلم؟ فلابد من الحكومة العراقية أن تعمل على فتح التحقيقات الفورية؛ لكشف المتسببين لتلك الحادثة المأساوية ومعالجتها وفق القانون؛ وعدم السماح بتكرارها، وأن تعمل الحكومة والجهات المختصة بتعويض ذوي الضحايا وتلبية مطالبهم .

وأخر ما نتمناه من الحكومة ووزارة السياحة، أن تعمل على توفير الحماية وشروط السلامة، للأماكن السياحية والترفيهية في العراق، لكي يسود العراق الراحة والأمان، فكان الله عوناً لذوي الضحايا بذلك الحادث المؤسف، متمنين للمصابين بالشفاء العاجل.
"قتلى وغرقى في ربيع مدينةٍ أضحت خريفاً والحياة تهازر الموت أقسم أن لايبارح ثلة.. كالطير تزهر للسماء تسافر!!" رحم الله كل من عانقته مياه دجلة وتدفقت بأحشاءه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك