المقالات

امريكا وقبلة الحياة لمن؟

1502 2019-03-16

سجاد العسكري


يشهد العراق توترات حادة منذ نشوء القاعدة وداعش , وعرفت قياداتها بالتطرف والارهاب الدموي , يمكن ان نصف تحركاتها وهجماتها بانها منظمة ومدروسة وتخضع في الكثير من الاحيان الى الاوامر ,واما من يعتقد بشعبيتها المزعومة فهو مروج ماهر لمشروع تقسيم المنطقة او يؤمن بالقيادة الطائفية التي عشعشت في افكار الكثيرين والحاجة الى قائد ضرورة ذات مواصفات دكتاتورية يرتعب الجميع منه , يقرب من يشاء ويحرم ويقتل الاصوات الحرة تبعا لمصلحة بقائه ومسك زمام السلطة هو واعوانه .
فالتنظيمات الارهابية التي اسغلت الضعف الامني في العراق كانت تتميز بصفتان:
الاولى :حاضنة مناسبة لها في بعض مناطق العراق لتكون السبب في تردي الوضع العام في البلد ومنها الخروقات الامنية التي سفكت دماء الكثير من العراقيين المدنيين.
الثاني:قيادة هذه الحاضنة اغلبها كانت من خارج العراق ولها ارتباطات بدول الجوار ذات المواقف السلبية ضد الحكومة واغلب تطلعات الشعب بالاضافة الى ارتباطها من جهة اخرى بالامريكان.
فبعد هذا تتضح الكثير من الحقائق والاهداف التي تشكلت بفعل الازمات والحروب المفتعلة في العراق خصوصا والمنطقة عموما , والتي تتخذ من التغيير غطاء ومن الفساد مسارا لها ؛لتوهم الراي العام بمشروعية تدخلها متى ما احست بخطورة الاضرار بمشروعها ,لترفع يافطة الحرية والديمقراطية مقابل انتهاك حقوق الانسان لديهم ! 
فكل تطلع يخدم مصلحة الشعب وتقوية المؤسسات الحكومية سوف يجابه بمواجهة اما ان تكون بصماتها داخلية سياسية متأمرة او ضغط عالمي من قرار دولي امريكي , فأن لم ينفع كل هذه تتجه البوصلة نحو التدخل وتحريك الخلايا النائمة لأصطناع شوشرة تهدف لزعزعت الامن العام بزج المجاميع الارهابية في كل فترة لقتل او اغتيال او تهديد السلم المجتمعي للمدنيين, تنتج عنها حرب تستنزف الكثير من الاشياء منها خنق التطلعات وقتل الامال والطموح للاغلبية المتضررة , وارجاعهم الى المربع الاول ,واعطاء دور اكبر للاقلية المنتفعة المطيعة للمشروع الخارجي ,في ظل نظام محاصصة تضيع فيه الجهات العاملة للمصحلة العامة ؛لتختلط الاوراق حتى يقال الجميع نفش الشيء؟!.
نظرية ترامب لجعل عراق موحد كما هو يريد ,وتأسيس قواعد امريكية وبالتحديد في المحافظات التي تشن التنظيمات الارهابية هجماتها – القاعدة وداعش - على المدنيين والمحافظات الامنة , بالاضافة الى قواعد في اقليم كردستان ,وفي حقيقة الامر فالنظرية الترامبية تثير التسأولات والشكوك حول النواية الامريكية في تغيير الواقع العراقي حسب رغبتها , وخصوصا بعد ان اعلن عن مشروع النفط مقابل الاعمار , ونستطيع ان نرى بوضوح رغبة امريكا من خنق تطلعات الاغلبية ,وتعويض خسائرها الاقتصادية والسياسية التي منيت بها وهي تحاول كسر المحور الذي افشل مخططاتها. 
لكن هل تدرك النخبة السياسية التي تمتلك الاغلبية حجم التداعيات السياسية المستقبلية ؟,في ظل فشل سياسي متكرر ومجريات عملية عقيمة , فالتاثيرات التي تمارسها امريكا على مستقبل العراق من توقيع اتفاقيات سياسية وامنية واقامة قواعد عسكرية ..., فهي لفرض سيطرتها بشكل كامل على العراق ومن جانب اخر تعزيز لأمن الكيان الصهيوني الذي باتت تدخلاته واضحة ورضوخ عربي وصمت اسلامي مخجل وتنازل عن القضايا المهمة .
اما المرحلة مابعد داعش في العراق من المتوقع انها ستشهد تمرد في المناطق الغربية , والتي كانت منطلقات داعش وقبلها القاعدة, اما الان فامريكا تقود المتطرفين لتنظيم جديد يضم بقايا داعش وحزب البعث والنقشبندية ومسمى ثوار العشائر ...وغيرها من المسميات المشبوهة والمتورطة في قتل الابرياء ,فهذه البقايا لها نشاط واهداف ستستغلها امريكا لأحداث تمرد ومراكز صراع , والاصعب لم يأتي بعد.
فعلى الجميع ان يعي اهمية تطوير قدرات القوات الامنية , وبالخصوص الحشد الشعبي والذي يتعرض للتسقيط منظم قد يتحول الى مواجهته لأستنزافه والقضاء عليه باعتباره قوة ضاربة ضد مخططات التقسيم والهيمنة , ومازيادة الوجود الامريكي في العراق وتدويربقايا النفايات داعش وغيرها من المتطرفين هو تهديد صارخ وواضح للامن المجتمعي , والاستقرار السياسي والاقتصادي , فداعش قد التقطت انفاسها الاخيرة في العراق وامريكا تحاول جاهدا ان تعطيها الحياة عبر قبلة الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك