المقالات

ما كان السنة يوماً دواعشاً..!

1874 2019-02-23

كاظم الخطيب


داعش منظمة إرهابية دموية، ولدت من رحم القاعدة الوهابية المتطرفة، التي تدعي أنها تحارب الكفر والكافرين، في جميع بقاع الأرض، نيابة عن الإسلام والمسلمين. والمسلمون في نظر القاعدة ووليدتها داعش، هم أهل السنة- من السلفية- فقط، وما عداهم من المسلمين، فهم إما مرتد أو كافر.
داعش، والقاعدة، وطالبان، هم من مواليد الرياض، إذ حملت بهم أمهم السعودية؛ نتيجة لمواقعتها من قبل أمريكا وإسرائيل، وكانت كلما أنجبت أحداً منهم، وهبته لإصحاب الماء، ليتولوا رعايته، وتهيئته لأن يكون أداة من أدوات الشيطان، على نهج أعمامه من اليهود والأمريكان، ولكن بلباس أخواله من خدام الحرمين و(قدوة المسلمين) آل سعود.
أقوى الضربات التي وجهتها قوى الإستكبار العالمي للإسلام والمسلمين، كانت عن طريق هؤلاء اللقطاء، فقد إستطاعت من خلالهم تشويه صورة الإسلام، وأخلاقيات المسلمين، من السنة والشيعة على حد سواء.
من المفارقات التي حدثت معي يوماً، عندما كنت جالساً في سيارة الأجرة(الكيا) والتي يتخذ منها البعض منبراً حرا،ً ووسيلة للتعبير عن الرأي، والخوض في الأمور العامة، قال أحدهم وهو يحاور رجلاً كان يجلس بجانبه، لا يجب إتهام السنة وحدهم بالجرائم التي تقوم بها عصابات داعش والقاعدة في العراق وسوريا.
فأجابه رجل آخر كان يجلس خلفه، ومن نتهم إذاً؟ قالها وهو يدور بعينيه متفحصاً في وجوه الركاب؛ منتظراً أن يتلقى جواباً من أحدهم، ثم أكمل حديثه قائلاً ، ولكن للأمانة نحن لا نقول بأن السنة كلهم قاعدة، ولكن القاعدة كلهم سنة، ولا نقول إن السنة كلهم طالبان، ولكن طالبان كلهم سنة، كما إننا لا نقول أن السنة كلهم داعش، ولكن داعش كلهم سنة.
ترك جواب ذلك الرجل في نفسي إنطباعا- ولو على نحو شكلي- إن داعشاً تمتلك وبإمتياز، بعداً إسلامياً متطرفاً، وهذا ليس إنطباعاً خارجياً، بل هو أمر مشهود، فالكثير من الحوادث- بل يكاد يكون مجملها- من التي حدثت في العراق، منذ سقوط الصنم الطاغوتي- الذي هو أيضاً صنيعة إمريكا- كانت بسبب داعش والقاعدة وأذنابهم من المتشددين السنة.
كان لذلك الرجل تعليقاً آخر لفت إنتباهي وأثار إعجابي حقيقة، عندما قال..لو إن الشيعة واجهوا التطرف السني بنفس الطريقة، ووفقاً لقانون الفعل ورد الفعل، أي حز رقبة برقبة، وسيارة مفخخة بسيارة مثلها؛ لكان في ذلك خسارة للجميع.
واصل ذلك الرجل كلامه موضحاً وجهة نظره.. بقوله عندها سيكون في ذلك خسارة حقيقية للإسلام، ولكنهم- الشيعة- آثروا أن يكونوا هم الضحايا، على أن يسيئوا لسمعة الإسلام بشيء، وليثبتوا للعالم أجمع ولكافة نواصب الدهر، من اليهود والأمريكان والأعراب- من الخوارج والمارقين والقاسطين- إن في الإسلام روحاً تسمو على حالة الحقد، وصوتاً يعلو على صوت الكراهية، وتسامحاً يصل في بعض الأحيان إلى طلب المغفرة من المقتول لقاتله.
حينها زَهَدتْ نفسي بذهب السكوت، ورَضيتْ بفضة الكلام.. قلت موجهاً حديثي إليهما، إن الإعتدال هو الحل ومن مصلحة الطرفين توخي الحذر من مروجي الأفكار الطائفية، وأن يعتمدا نقاط التشابه ومواطن الإتفاق فيما بينهم ، وأن يتركا نقاط الخلاف جانباً.
وعلى الرغم من إن داعش قد خسر سيطرته على الأرض، إلا إنه مازال موجوداً، وما زال في رعاية أعمامه- الأمريكان- وفي كنف أخواله- آل سعود- ومازال في ضيافة حاضنته المحلية الخائنة للوطن مدى الدهر- فلول البعث وأيتام صدام- لذلك، فإنه يجب على العراقيين، بكل مللهم وطوائفهم، أن يساهموا في القضاء على داعش، وتدمير كل حاضنة له في العراق، سواءً كانت تلك الحاضنة سنية أو شيعية، عربية أو كردية، وأن لا يراهنوا على تواجد أمريكي، أو دعم خارجي، أو تعاون خليجي.
أما ما يتعلق بضابطة الحكم على جهة ما؛ لبيان توجهها الديني والأخلاقي، وعلاقتها بالحق أو الباطل؛ فلينظر الجميع إلى أصحاب المنابر، وأرباب المناصب، ورواد الكتابة والفكر، نظرة قرآنية واضحة، من شأنها أن تشير بوضوح تام، ودقة متناهية، لماهية المنبر والمنصب والقلم، فإن صفة أهل الجنة في القرأن؛ أن تحيتهم فيها سلام، وصفة أهل النار؛ هي أنه كلما دخلت أمة لعنة أختها، وليحكموا من خلال ذلك من الذي يهدي الى الجنة، ومن الذي يدعو إلى النار.
ختاماً.. ليثبت كل عراقي عراقيته، وليظهر كل منهم ولاءه لوطنه، وليتباهى كل شريف بشرفه من خلال إخلاصه للوطن، كي نبتي لأبنائنا مستقبلاً يكون أفضل من حاضرنا، وليكن شعارنا منذ اللحظة أن لا شيء يسموا عليك يا عراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك