المقالات

العنف قطعياً.. مرفوض مرجعياً..! 

2530 2018-12-10

 

كاظم الخطيب


جبل الله- سبحانه- النفس البشرية على السجايا الحميدة، وألهمها الخلق الحسن، وحسن المعاشرة، وغرس فيها نزعة السعي لبلوغ الكمال، ووعد جميع خلقه جنة عرضها السموات والأرض ، إلا من أبى.. وأنذرهم ناراً حامية نزاعة للشوى- تكوي الجباه والأطراف- ناراً تلظى ذات لهب، عليها ملائكة غلاظ، خلقوا من غضب، لا يعصون الله ما أمرهم، لا يَرحَمون، ولا يَسأمون، ولا يَقبلون الرشا، ووعد الله سبحانه جميع خلقه بأن يجنبهم دخولها إلا من رغب. .
جنة الدنيا هي بيئة السلام، والمشاركة، والتعايش السلمي، والتكامل الفكري، والثقافي، والعلمي والإجتماعي، والمجتمعي.. وجحيم الدنيا هي بيئة الكراهية، والتهديد، والتنافس اللامشروع، ورفض الآخر، والفساد، والإحتيال على الدنيا وأهلها؛ بشتى الذرائع والحجج، والتوسل بجميع الوسائل لبلوغ غايات شخصية، حتى وإن كانت على حساب الآخرين.
لم يترك الله سبحانه( حاشاه) عباده دون أن يحدد لهم طرق الخلاص، وأن يمهد لهم سبل النجاة، وأن يتكفل بهدايتهم إلى صراط مستقيم لاعوج فيه ولا أمت، وكفل لهم إلقاء الحجج، وإيضاح النُهج، وبيان الدلائل والآيات والبراهين، من خلال إرسال الرسل والنبيين، والأئمة الهادين المهديين، وعباده الصالحين من المراجع الكرام المرشدين.
النصح والإرشاد، مهمة نبيلة وغاية سامية وتكليف مُشَرِف، خص الله بها- سبحانه- خاصة أوليائه، ودعاهم لأن ينفر من كل فرقة طائفة؛ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ.
أوجب ذلك على الأمة أن تتخذ من الفقهاء مرجعاَ لها في كل أمر يتطلب الحذر، ويوجب التصرف بروية وحكمة، لذا عندما دعت المرجعية العليا في النجف الأشرف، المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني؛ إلى نبذ العنف بكل أشكاله، وأكدت على عنف الظاهرة، الذي يمارسه خلق كثير، والذي يفضي بدوره إلى فساد كبير، كان لابد للأمة- بعامها وخاصها- أن تعي خطورة العنف، وجسامة النتائج المترتبة عليه، وخصوصاً العنف السياسي، الذي يؤدي إلى نتائج كارثية، قد تودي بالبلاد إلى هاوية من الفتن ليس لها من قرار. 
في بلد من المفروض إنه يمارس الديمقراطية، وإنه تحت مظلة دستور، وسلطة تشريعية عليا منتخبة من جميع أطياف وألوان وأعراق الشعب؛ من المعيب والمخجل حقاً، أن ينتهج الطيف السياسي في هذا البلد، نهجاً مغايراً للنهج الديمقراطي، مما يشير إلى جهل واضح، وسلوك سياسي فاضح؛ ينذر بإنعطافة خطيرة في مسار العملية السياسية- المتعثرة أصلاً- والذهاب بالبلاد إلى المجهول.
نِعَمٌ كثيرة وخيرات وفيرة، أهدرها ساسة العراق، وحرموا منها شعبهم الذي خولهم أمره، وإن من أشرف هذه النعم؛ هي نعمة وجود الناصح الأمين للأمة، والدال على واضح الطريق في العتمة، والمرجو للخلاص من كل غمة.
نعمة الأبوة للجميع، والدعوة إلى الفضائل، وإلى وحدة الصف، ونبذ العنف، وبيان الحقائق، والقيام على الفاسدين، وحفظ كرامة العراق والعراقيين؛ إنما هي نعمة يجب أن تصان من الجميع. 
الى ساسة العراق ومثقفيه، وحكوماته ومواطنيه، أقولها للتأريخ" إياكم إياكم والتفريط بنعمة صمام أمانكم، وصائن عرضكم وحافظ دمائكم، فوالله إن أنتم تبعتموه نجوتم، وإن أنتم خالفتموه هلكتم، وفي أيامكم شواهد على ذلك كثير".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك