المقالات

الغباء عقبة في طريق بناء العراق..!

2184 2018-11-16

كاظم الخطيب

 

الغباء تلك الآفة الأكول، والفاه الشره، اللذان يتغذيان على خلايا الفهم والإدراك، ويلتهمان مراكز التمييز والإحساس.
تارة يكون الغباء سلوكاً فردياً، ونقصاً مدركياً، ويكون تأثيره محدوداً، بمحدودية مدارك المرء الذي أبتلي به بصورة جلية واضحة ظاهرة. 
تارة أخرى يكون الغباء باطنياً، بحيث يخيل لهذا الشخص، بأنه على درجة عالية من الذكاء، وإنه قادر على التمييز بين الأمور بشكل واعٍ ومسؤول، في حين تجده من الغباء لدرجة يصعب فيها الإتفاق معه في النقاش على أمر هو غاية في البداهة، والوضوح.
أزمة العراق مع داعش، أفرزت الكثير من الحقائق التي لا يمكن أن يختلف عليها إثنان، ولا أن ينكرها أحد، فقد إجتاحت فلول داعش المحافظات الغربية من البلاد، حتى وصلت إلى مشارف العاصمة بغداد، بعد تخاذل قادة الجيش، وتآمر بعض الشركاء في العملية السياسية، وتواطؤ الكثير من أبناء تلك المحافظات وإنخراطهم في صفوف داعش. 
كان من أهم تلك الحقائق، هي ولادة جيش عقائدي وطني، يتحلى بالشجاعة والإقدام، ولد هذا الجيش من رحم القاعدة الولائية للوطن وللمرجعيات الدينية، وعلى رأسها، مرجعية السيد علي السيستاني، صاحب فتوى الجهاد الكفائي؛ التي دعت إلى قتال الغاصبين من الدواعش.
حقيقة أخرى أفرزتها هذه الأزمة؛ وهي ظهور الجمهورية الإسلامية كحليف إستراتيجي مهم وفاعل بالنسبة للعراق.
وحقيقة ثالثة وهي حالة من التلاحم الحقيقي بين الشعبين العراقي والإيراني، من خلال المشاركة الفاعلة في مواجهة الخطر الداعشي، من خلال الدعم الإيراني.
الحقيقة المؤلمة الرابعة، التي أفرزتها هذه الأزمة، هي وجود جيش من المغفلين، من الذين باهى بهم معاوية بن أبي سفيان- قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل- قوم ينادون لحلفائهم( إيران بره بره)، ولأعدائهم( دارك يالأخضر).
قد يأتي من يقول متسائلاً وبكل غباء، كيف تجعل من الأعاجم حلفاءً لك، ومن العرب أعداء؟ وأقول له إن صفة العرب لا تنفي أن يكون العربي عدواً، كما أن صفة الأعجمي لا تثبت أن يكون الأعجمي عدواً، بدليل قتال العرب لنبي الرحمة محمد- صلى الله عليه وآله- وقتال العرب لعلي- عليه السلام، وقتلهم للحسين- عيه السلام، وقتالهم بعضهم بعضاً على مر الدهور، فأي صفة يمكن أن تطلقها عليهم في هذه الأحوال؟ أليس هي صفة العدو؟.
روسيا بلد أعجمي، وكانت حليفاً إستراتيجياً مهماً لسوريا، وكانت إيران والصين كذلك، بينما كانت السعودية ومستنقعات الخليج ومصر- التابعة ذلاً وإمتهاناً لآل سعود- ومرتزقة المغرب والسودان كانوا- وما زالوا- هم ألد أعداء العراق، وسوريا واليمن.
أقول للعبيد الذين يدعون الحرية وللمسوخ الذين يتبجحون بالعروبية، إسلخوا عنكم جلود الأفاعي، وتنبهوا لمصيركم القادم، على أساس قراءة منصفة للتأريخ والذي هو بالأمس القريب..وإسألوا أشلاء إخوانكم، من الذي مزقها بالمفخخات؟ ورقاب أهليكم، من الذي حزها بالحراب؟ وفروج نساءكم، من دنسها بالنكاح؟ وعوائلكم، من الذي هجرها في المخيمات؟. 
لابد من الرجوع إلى العقل، والخروج من دائرة الغباء المقنع، والذكاء المصطنع، لابد من أن نجعل العراق- بلدنا- فوق كل الإعتبارات فمصلحة العراق مع من يكون حليفاً له؛ وإن كان أعجمياً، لا مع من يجاهره العداء؛ وإن كان عربياً.
لا يمكن بناء وطن بتصورات الآخرين، كما لا يمكن أن يتحرر شعب بتبعية مشتتة، وولاءآت متنوعة، فلا ولاء إلا للعراق، وما عداه إما حليف أو عدو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك