المقالات

الحسين ويزيد، ودوائر التجنيد..!

2207 2018-10-22

 

كاظم الخطيب
أمم لا تحدها حدود، حادثة في الوجود، فما هي بالأوطان ولا هي مختصة بزمان، فمنها قديم أزلي، ومنها حادث جدلي، أمم تخلقها المواقف والأحداث، وتلونها العقائد والسنن، وقد تكون نتاجا لملاحم وفتن، تحدد ملامحها التبعية والولاءات، وترسم سياستها المصالح والغايات.
الخير والشر، الفساد والإصلاح، الشرف والرذيلة، السمو والإنحطاط، القناعة والجشع، الشجاعة والتخاذل، المواجهة والغدر، الإيمان كله والكفر كله.. إلتقى جميع ذلك في منازلة دامية، ومعركة حامية، حددت ملامح الموت والخلود، على بقعة تسمى كربلاء.
كربلاء هي تلك البقعة المقدسة التي نزل في ساحتها إمامان، شتان بينهما، أمام بر وهدى، وإمام كفر وخنى، حسين بن علي بن أبي طالب ، ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان، حسين بن فاطمة الزهراء سيد النساء، ويزيد بن هند آكلة الأكباد، حسين ريحانة رسول الله، ويزيد إبن الطلقاء، نزلا في كربلاء ليؤسس كل منهما أمةً ويخط منهجاً.
ضحى الحسين بن علي، بخيرة الأصحاب على مر الدهور، ونخبة الأحباب من نور ونور، وأشرف الإخوان على مدى العصور، أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب، قمر بني هاشم ، كما قدم رضيعه عبد الله قرباناً لله تعالى، وتقع كبده عطشاً، وتكسر فؤاده حزناً على نسائه وعياله، وتلقى الحجارة على جبهته، والسهام في مهجته، والسيوف على هامته، وحوافر خيل الأعوجية على صدره، وحز نحره الشريف بيد الشمر اللعين، وسبي عياله مكبلين، كانت تلك هي مراحل إنتصار الحسين في كربلاء.
وصلت سبايا الحسين إلى الشام، دخلوا إلى مجلس يزيد، وضعوا رأس الأمام الحسين أمامه، أخذ يضرب ثنايا الحسين بمخصرته، وهو يقول..
ليتَ أشياخي ببـدرٍ شَهِـدوا 
جَزَعَ الخزرجِ مِن وَقْعِ الأسَلْ
فأهَلَّـوا واستَهـلُّـوا فَرَحـاً 
ثمّ قالـوا: يا يزيـدُ لا تُشَلّْ! 
لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقـمْ
مِن بني أحمدَ ما كان فَعَـلْ! 
هاهو يزيد يعلن على الملأ إنه قد ثأر لأجداده الذين ماتوا على دين الصنم، من خلال قتله لريحانة رسول الله، وكانت هذه بداية هزيمة يزيد بن معاوية.
إنتصر الحسين بن علي بعد أن حز دمه الشريف، رقبة سيف البغي يزيد، ومنذ ذلك اليوم، أسس الحسين دائرة للتجنيد، من خلال النداء الخالد الذي أطلقه في كربلاء( ألا هل من ناصر ينصرنا؟) وتوالت جموع من المؤمنين على اللحاق بركب الشهادة مع الحسين، ومقابل ذلك أسس يزيد دائرة للتجنيد، ولسان حاله يقول (ألا هل من ظالم لمحمد وآل محمد، ألا هل من ناصر لدين الصنم) وتوالى أبناء الزنا ونطف الحيض على اللحاق بركب الظالمين لمحمد وآل محمد والتابعين لهم بإحسان، فكانت عاشوراء صفة لكل يوم، وكربلاء سمة لكل أرض.
أنقضى عصر يوم عاشوراء، وإنتهت رحلة السبي، وكانت بعد ذلك أمة الحسين، وكانت أمة يزيد، وصار حشد شعبي مقدس، وصار داعش.
أمة تهدي إلى سبيل الله، وأمة تدعوا إلى سبيل الشيطان، أمة قدرها أن ترث الأرض ومن عليها، وأمة تضيق عليها الأرض بما رحبت( وما للظالمين من أنصار) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك