المقالات

سلطان الصمت وأمير الكلام ..!

1942 2018-10-19

كاظم الخطيب

لا يجب الوقوف، عند حد معين من السعي، لبلوغ الدرجات العليا من الكمال النفسي، و الذهني، والوصول إلى المراتب المتقدمة، من الإدراك العقلي، والفكري، لحقائق الأمور، كي يتسنى لنا الفوز بأهلية الحكم على الأخرين، وتقييم ما يصدر عنهم، من أقوال أوأفعال.

يجب علينا، أن نحرص على التمييز بين الجيد، والأجود منه، والأجود من ذلك بكثير ، بنفس الدرجة من الحرص، على التمييز بين السيء، والأسوأ منه، والأسوأ من ذلك بكثير.

تقييم رجل مثل السيد علي السيستاني، يحتاج إلى ملكة فريدة، ودرجة عالية من الحكمة، والمعرفة، للوقوف على أسرار شخصيته، وبلوغ مقام الفهم لمقاصده ومراميه.

السيد السيستاني( دام ظله) هو الآن زعيم الحوزة العلمية في النجف (علي مشرفها أفضل الصلوات وأتم التسليم، شاء المغرضون أم أبوا.

فهو رجل كجده أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي ملأ الدنيا فصاحة وبلاغة، وأنار الدنيا بالحكمة والتسديد والنصيحة حتى لألد الأعداء وأمضى عمره الشريف معتزلا الناس، لما رأه من تخاذلهم عن نصرة الحق.

رجل لم ينصب نفسه زعيما على أحد بل إن الزعامة هي من إختارته ليكون أمينا على مصالح العباد في إمور دينهم ودنياهم، كما إختارت الخلافة جده أمير المؤمنين(عليه السلام).

ولايحسبن أحدكم أن صمت السيد السيستاني دام ظله في بعض الموارد ضعفاً، بل لأنه لم يجد ما يستحق الرد عليه، فإن صمته لغة تفوق بلاغة المتحدثين، وتسمو على فصاحة المتكلمين، والعيب، كل العيب، بمن تقصر أفهامهم عن إدراك بلاغة صمته، لما إعتادوه من الثرثرة الفارغة لإيصال أفكارهم، والصراخ في تمرير حماقاتهم، والسطحية في فهم حقائق الأمور، وإنابة شذاذ الأغراض، وسيئوا الألفاظ، عنهم في نفث سمومهم.

فإن فلسفة الصمت لدى السيد الإمام ، من العمق بحيث ترتبط بتراث أل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد كان صمتهم عن الكثير من الأمور تقريراً بالرفض والقبول، لما يصدر من الآخرين أمامهم صلوات الله عليهم- من قول أو فعل، وربما أسروا الى ثقاتهم، وخاصتم - من الذين صَدقوا، وصَدّقوا.

صمت؛ فكان بليغا، وتكلم؛ فأصبح ثائراَ مجاهدا،ً يقود جموع المجاهدين، في أخطر المراحل التي يمر بها العراق، في لحظة عجز فيها كل المتكلمين وخان فيها كل المتشدقين وتخاذل فيها أغلب المتفاخرين، وبرز فيها، كل عدو ناصب، وجل شذاذ المذاهب، وجمع البعث الكافر المشاغب.

رجل، إعتاد الصمت تعبيراً، والكلام نفيراً, فما أن نطق.. وبكلمة واحدة، حتى ثبت جيش متخاذل مهزوم، وهزم جيش متمرس مدعوم، وتوحد شعب متناحر مكلوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك