المقالات

الناتو العربي.. داعش بلا قناع..!

1877 2018-10-18

كاظم الخطيب

العدو هو العدو، ولا يمكن أن يكون صديقاً أبداً، وخصوصاً إذا كان عدواً عقائدياً، أو عدواً متزاحماً على وجود.
لا سبيل لنا لأن نحيد عن طريق المواجهة، كون عدونا لن يكف يوماً عن مهاجمتنا، ولن يتوانا طرفة عين عن الإنقضاض علينا في أي فرصة سانحة.
أمريكا وإسرائيل ومطيتهما السعودية، قد وضعوا نصب أعينهم الشيعة والتشيع- مطلقاً- وإتخذوهما عدواً مشتركاً، كونهما- الشيعة والتشيع- قد ألحقا ضرراً وأيما ضرر بهذا الثالوث القذر.
أمريكا التي تعتمد سياسة القطب الواحد في إدارة السياسة العالمية، عجزت عن إخضاع الشيعة في معظم بقاع الأرض أو إجبارهم على النزول عند رغباتها والإنصياع لأوامرها، كما تفعل معظم الدول في العالم، ودول الخليج، والسعودية خير شاهد على ذلك، فقد أعلنت تبعيتها المطلقة وخضوعها التام للإدارة الأمريكية، حتى وصل بها الأمر؛ لأن يطالب ترامب علناً من ملكها الخرف، وولي عهده المراهق، بأن يدفعوا ثمناً لحمايتهم وضمان بقائهم على عرش الذل والهوان.
إسرائيل هي العدو الأول للشيعة، أو قل أن الشيعة هم العدو الأول والأخطر لبني صهيون، فهي ترى أنهم يشكلون خطراً مباشراً على وجودها، فشيعة إيران والعراق واليمن ولبنان وسوريا وباقي شيعة العالم، هم الوحيدون من أهالي المعمورة الذين لم يعترفوا بإسرائيل، بل وصرحوا بضرورة العمل على زوالها.
السعودية ذلك الكيان الخبيث، الذي زرعته القوى الإستعمارية في أرض نجد والحجاز، ذلك الكيان البدوي الأجوف، الذي لا يمتلك من مقومات الوجود الإنساني شيئاً، حتى أنه بات ينافس الدواب حماقة وغباءً، يرى في التشيع، إستهدافاً لعقيدته الزائفة، وكشفاً لعورة إسلاميته المزعومة، وفضحاً لتبعيته- الأمريكية الصهيونية- المطلقة، كما يرى فيه المنافس الوحيد، على زعامة الأمة الإسلامية.
ثالوث أمريكي إسرائيلي سعودي، ضربته قوى شيعية في الصميم، وأذلت كبريائه، وكشفت زيف إدعائه، وهزمت جيوشه في ميادين شتى؛ فالحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وحلفاء الجيش السوري في سوريا، تلك العناوين اللامعة، والكواكب الساطعة، التي قصمت قوام الشرك والكفر والإستكبار، أصبحت العدو المشترك لهذا الثالوث المشؤوم.
بعد هزيمة داعش، وفشله في تحقيق أهداف مؤسسيه وداعميه ومموليه في الخفاء؛ إضطرت أمريكا وإسرائيل إلى كشف أوراقها واللعب على المكشوف، بدعوى الحد من نشاط إيران في المنطقة، بإعلان ناتو عربي، بإدارة أمريكية، وتحريض صهيوني، ومطية ممولة سعودية، وقوى بشرية من مرتزقة مصر والسودان والمغرب.
إنه داعش بصفة رسمية، وعودة أخرى، ولكن بغطاء دولي سافر، ودعم أمريكي ظاهر، وهي حرب جديدة، واضحة في الملامح، وظاهرة في النوايا والمطامح، توجب الإستعداد لها، والعمل على بناء جبهة صد مانعة، وإيجاد قوة دفاع رادعة، وأن لا نكتفي بقوى شعبية مشتتة، ولا بدفاعات دولية منفردة، فإنها معركة وجود، ولابد من التحرك السريع لإعلان ناتو شيعي ممانع، وتحالف دولي رادع، يضم روسيا والصين ودول أخرى، من شأنه أن يحقق التوازن في القوى، والتكافؤ في فرص التفوق وتحقيق الإنتصار.
لابد من تدعيم جبهتنا الداخلية في العراق، من خلال بناء الجيش العراقي بناءً وطنياً رصيناً، ودعم الحشد الشعبي، ومحاصرة مجسات وأدوات جيش السفياني- الناتو العربي- والعمل على تحييدها والقضاء على جيوب العمالة فيها، فلا مجاملة على حساب الوطن، ولا هوادة في مقارعة الخائنين.
الشر بكل محاوره، والبغي بكل عناوينه، والكفر بكل أدواته، يدعونا لمنازلة مصيرية، منازلة وجود، منازلة حاسمة بين الخير والشر، فهل نحن مستعدون؟ وهل بقي لنا من الوقت ما يكفل لنا أن نستبق الضربة الأولى؟ وهل نمتلك من الكادر السياسي القادر على إقناع دول مثل روسيا والصين، في دعم قضايانا المصيرية؟
ختاماً لما سبق، وبداية لما لحق، كلمة يتردد صداها، ويتسع مداها، في كل زمان وأوان، فسلام على قائلها( ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك