المقالات

داماتو ..كل شيء بدون ايران؟

3207 2018-08-12

سجاد العسكري
ان الاهداف والمصالح لكثير من الدول كانت تتميز بماديتها ؛ فحكومات الدول الصغيرة تجسدت في وحدة اراضيها واستقلاليتها , وتقديم المصالح والاولويات الوطنية , اما الحكومات في الدول الكبرى فتجسدت بسياسة توسيع مصالحها الوطنية حتى تشمل جميع ارجاء الارض , واعماق البحار , وفضاء السماء , لتكون هي المتحكمة بها , فعلى سبيل المثال: امريكا فان اهدافها ومقاصدها مادية تشمل جميع دول العالم, والشعب الذي لايخضع لأرادتها فاتعتبره يقف مقابلها ؛ ليتعرض للحصار والعقوبات حتى يخضع مع موقف المتفرج للامم المتحدة , والكثير من حلفاء امريكا التي تدعي الحرية واستقلالية الدول ,فموقفها المتفرج ؟!!
فمنذ قيام الثورة الاسلامية في ايران ظهر على مستوى الساحة الدولية علاقات من نوع جديد لها اهداف ومقاصد وطنية ؛لكن من نوع اخر كانت تتسم بكونها ثقافية معنوية لا مادية , والتي لا تطالب باي اجراو مقابل لجهودها , وهي تمثل سياسة الانبياء "عليهم السلام" , بالاضافة الى رفضها التوسع والاستعمار السياسي , وهذا ما نص عليه الدستور الايراني في (المادة 152 ) , والذي لم يرق لأمريكا وحلفائها لأن السياسة التوسعية والاستعمارية لها مطبقة ؛لكن تحت غطاء المصالح الوطنية او الامن القومي او الارهاب ... 
فبداءت الحرب الاستيراتيجية على ايران عبر سياستها المعادية بعد اصدار قانون مصادق عليه من قبل مجلس النواب , والرئيس الامريكي , واطلق عليه اسم (داماتو) وبعض اهدافه :حرمان ايران من المشاركة في مشاريع تنمية الطاقة , ومنع عبور خطوط الطاقة عبر ايران, بالاضافة الضغط على الدول المتحالفة مع ايران لألغاء علاقاتها ومشاريعها ,ونجحت هذه الضغوط مع بعض الدول ما دفعتها لعدم التوقيع على اتفاقيات جديدة مع ايران, ومن ثم انتقلت امريكا الى مرحلة اخرى من سياستها في تحجيم دور ايران, وخصوصا بعدما طرحت الجمهورية الاسلامية مشروع حوار الحضارات, لأزالة التوتر في المنطقة ؛ لكن امريكا عملت على منع التحرك الايراني عبر اعطاء دور الاول لأسرائيل , وحرمان ايران من امكاناتها من النفط وهواهم مصدر للدخل الايراني.
كل هذه السياسات العدوانية لماذا؟!! وهل سمعتم ايران اعتدت على اي دولة ؟ بل كانت ثورة فتية تحاول بناء علاقات متكافاءة , ورفض الظلم والتوسع والاستعمار !! وهو ماتنص عليه الاعراف والقوانين الدولية ؟!! لتتجدد العقوبات الجائرة بحق الشعب الايراني ونحن في عصر التقدم والتطور والحريات , لتفرض امريكا , وصمت اممي , ودعوات خجولة , لكن للاسف مجرد شعارات ترفع في اماكن تحمل عناوين فقط كـ(حقوق الانسان , منظمة التضامن الدولية , ..) . وهذا ليس بغريب, فالسياسات وردت على لسان الكثير من المنظرين في امريكا ومنها ماقاله (مايكل سينغ) المدير الإداري لمعهد واشنطن: ان إيران في برنامجها النووي حتى وإن تعذر التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن ، ينبغي أن تشتمل أي استراتيجية جديدة على أربعة عناصر:(العقوبات الاقتصادية, الضغط العسكري, دعم المعارضة, المفاوضات) اي في كل الاحوال مهما كانت فايران تواجه هذه العناصر؛ وفعلا فمنذ قيام الثورة وايران فرض عليها العقوبات ومنها قانون داماتو , والان تجديد واعادة العقوبات ؛ والضغط العسكري والتهديدات التي تعرضت لها من حرب صدام المجرم الى يومنا ,وهي تتعرض الى تهديدات عسكرية !! دعم المعارضة وجمع مجموعة منبوذة ونفخهم علهم يغيروا شيء؛ والمفاوضات , ايران وقيادتها على علم بالتسويف والتهرب واخرها الاتفاق النووي. فرغم هذا العداء والعقوبات والحصار الاقتصادي , وايران تقف شامخة كشموخ نخل العراق وجبال ايران ؛ لأن خلفها قيادة حكيمة , فاراد الاستكبار عالم بدون ايران فاصبح العالم كله ايران .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك