المقالات

إنتخابات عراقية وعرش عائم على الدماء

2172 2018-06-30

أمل الياسري
الإنتخابات كلمة لا تدل إلا على مغانم السلطة والمال، وتحقيق العدالة الكاذبة، وهذا في نظر العراقيين واليوم تحديداً، وكأن الكلمة تعيش صراعاً إسمياً لا يلائم الجميع، فمنهم مَنْ قضى نحبه، ومنهم مَنْ ينتظر وما بدلوا تبديلا، فبعض الناس ما يزال يرى في الإنتخابات، سوقاً رائجة لعرض بطولاته الإحتجاجية، حتى وإن كانت تعني خسارة في الأرواح، على أنه هناك طرقاً أخرى لنيل المطالب، غير غلق الشوارع وقطع الأرزاق، فالتغيير والثورة على المجتمع مطلب جميع العراقيين.
بعض آخر يثبت ولاءه الحقيقي في سوح الوغى، دفاعاً عن الأرض والعرض، وهؤلاء أسمى من أن يتقاتلوا على منافع فئوية، وبعض لا يسمح بإعادة عقارب الساعة للوراء مرة ثانية، ليعود العراق لمربع الطائفية المقيتة، وقسم رابع يحاول التشبث ولا يرحل بوجهه الكالح عن البلد، وآخرون ينفذون أجندات لمخابرات دولية، وإقليمية، وخليجية، وياعجباً من هؤلاء! فبدت تداعيات نتائج الانتخابات، وكأنها مهرجان للتبضع بأجساد الأبرياء من كربلاء والأنبار، وقد يحول الإرهاب البغيض وطننا، لعرش عائم على الدماء!
صحيح أن المفوضية السابقة للإنتخابات، يشوب عملها شبهات فساد، وعليها بعض المؤشرات، علاوة على بقائها لفترة طويلة من الزمن، مخلفة وراءها إنحيازات لبعض القوى المتنفذة، لكن ذلك لا يمنع من كون مهامها قد إنتهت تلقائياً يوم (20/9/2017)، وبذلك سيتم إنتخاب هيئة مستقلة جديدة للإنتخابات، مع أن المفوضية الجديدة ليست بأحسن من سابقتها فهي لم تدرك حجم العمل الملقى على عاتقها، مع وجود الخبرة كما يفترض، لذلك حدث ما حدث من إرباك وخرق.
المفترض في التجربة الديمقراطية الجديدة، أن يعيش فيها الشعب العراقي، في حالة التطور وليس التدهور، وما يحصل هو: أنه بمجرد قرب حدث عراقي كالإنتخابات، فالعراق تحصل فيه خروقات وإنتكاسات أمنية، لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء، والقوى السياسية تتصارع مع بعضها، كل يشد الحق صوبه، وقد أشارت المرجعية الرشيدة في خطبة الجمعة (29/6/2018) الموافق (14 شوال 1438 للهجرة) بقولها: ليس من الصحيح التغاضي عن رسم خطط للقضاء على العصابات الإجرامية وتوفير الأمن، والإنشغال بنتائج الإنتخابات والتحالفات. 
التحولات الجديدة منذ عام (2003) والتي يشهدها العراق، من المفترض أنها تسير بمصلحة العملية السياسية وليس ضدها، مع إعطاء الأولوية القصوى لقضية الأمن، فلها تأثير مباشر على نجاح الإنتخابات، حيث تسفر عن تغيير في الوجوه السياسية، التي ملَّها الشارع العراقي، ولم يحصد من ورائها إلا الفوضى والفساد، هذا إن عقد الساسة عزمهم على إنهاء ملف الخلافات حول المناصب بدل أن يدفع الأبرياء ثمن مناكفاتهم التافهة، عندها سيعُلن النصر الحقيقي فالحرب على داعش لم تنتهِ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك