المقالات

صالح البخاتي ....من رجالات الزمن الصعب .


علي هادي الركابي 

 

     الحديث عن معادن الرجال؛ يحتاج دائما الى نظرة وضمير ؛ يفصلان ما بين هو واقعي وحقيقي في نفس الوقت؛ هذه الحقيقة تواجه كل مدون؛ يعمل في مجال تدوين التاريخ ؛ وعلم الرجال ؛ لاعطاء كل ذي حق ؛ حقه ؛ فالتاريخ والرجال والمواقف ؛ تحتاجها الاجيال ؛ جيلا ؛جيلا من اجل الشروع في الحكم على المواقف ؛واعطاء كل ذي حق حقه ؛فمن تلك النقطة تبدا البلدان وشعوبها بالشروع ؛ بالبناء.

الحديث عن السيد الشهيد القائد السيد صالح البخاتي ؛حديث من هكذا نوع ؛فيجب توثيق ما قام به جيد وبدقة؛ وإخلاص متناه ؛ فالرجل قد بدا مبكرا في حمل سلاح الوطن لمقاتلة غاصبيه ؛وجاهد بالقول والسلاح وترك الديار مرغما ؛فكانت علاقته بالجهاد والسلاح مبكرا قبل غيره بكثير ؛فرضع من منهل الثورة الاسلامية ؛ وقائدها السيد محمد باقر الحكيم رض ؛اروع قصص الجهاد والولاء لهذا الشعب المظلوم؛ فقاد الكثيير من العمليات النوعية في الاهوار والداخل العراقي ؛ شهد لهاالعدو قبل الصديق ؛ كبد فيها البعثيين واذاقهم الخسائر الفادحة الواحدة تلو الاخرى.

جاءت الايام سريعا ؛ وسقط صدام ؛ ودخل مع رفاقه العراق ؛وبدات عملية بناء الدولة ؛ودخول المجاهدين في الوضع المدني العراقي الجديد؛فكان الشهيد البخاتي من اوائل المتصدين للعمل الطوعي في بناء الدولة بعد التغيير .

جاءت احداث سوريا ؛ فعلاقته مع جدته؛ السيدة زينب علاقة روحية منذ الطفولة غذته بها والدته رحمها الله  ؛ ابى الا ان يقف مدافعا عنها ؛ فهو صاحب الغيرة والحمية ؛ وهما خصلتان يميزه بهما خاصته ومريديه؛وقف السيد البخاتي؛ حاملا سلاحه بعد ان غادره لفترة؛ فكانت استراحة محارب ؛ مدافعا عن حرم السيدة بكل غيرة واباء مخاطبا الدواعش ومن لف لفهم؛( لن تقدروا  ان تنالوا من جدتي ونحن هنا ؛فنحن ابناء الحسين والعباس اسالوا اجدادكم عن تجاربهم السابقة معنا ) .

دخل الدواعش الى العراق ؛ بخيانة كبيرة وثقها التاريخ جيدا ؛ وحدد من هم اركان تلك الخيانة ؛وهرمها ؛ ووقف الدواعش على اسوار بغداد ؛فانطلقت بضع كلمات من النجف الاشرف ؛ تبسم بها المرجع الاعلى للشيعة في العالم ؛ الامام السيستاني  ؛ حركت الملايين في كل بقاع الارض ؛انها فتوى الجهاد الكفائي؛ فثارت ثائرة الشرفاء ؛ ومنهم القائد البخاتي ؛رجع الى العراق محملا بهم الدفاع المقدس ؛ فوقف عنده الزمن سريعا ؛وبدا بالحركة ملبيا النداء ؛ جمع الخيرة من انصاره ؛وحلق في سماء الفتوى ؛باحثا عن مبتغاه الذي تعب في البحث عنه طويلا جدا   ؛شارك في تحرير امرلي ؛تكريت ؛العوجة ؛بيجي ؛حمرين ؛ حزام بغداد؛ الظابطية؛وكثير من قصبات ديالى . له مواقف كثيرة مع المجاهدين لاتعد ولأتحصى في سوح الجهاد ؛ ورع في دينه ؛ سمح مع خلصه وناسه .

وبعد اكثر من 35 سنة من الجهاد؛ وفي معارك تحرير الفلوجة ؛ جمع المجاهدين لصلاة الظهر والعصر جماعةً خلفه، صلى بهم ..:

وفي القنوت دعى بصوت باك وخاشع..............

................( اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ) 

ما إن فرغ من صلاته حتى أصابته رصاصة قناص آثمه ... أدت الى شهادته فوراً..

عرجت روحه الى السماء ملتحفةً برداء الشهادة حيث المنى وجنة الخلد..

فسلاما عليك ايها القائد؛ من شعب ؛ ومن وطن ؛ في زمن قل فيه الرجال ؛ وعلا صوت اشباههم ؛ ولكن هيهات ؛ فالأقلام التي خلدت الطف ورجالاته؛ لازال حبرها نديا ويكتب بحقيقة الزمن ؛عند ذاك ستنكشف الحقيقة امام الواحد الاحد ....ولات حين مندم ...والسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك