المقالات

إلتواءات في توازن السلطات..!

2566 2017-02-12

كاظم الخطيب

ثقافة القطيع، تعبير يطلق على رد الفعل الجمعي، الذي يولده فعل سابق له، سواءً كان ذلك الفعل مقصوداً أم لا، بحيث تجد جمعاً من الناس يهلل ويطبل لزعيم سياسي لا لشيء، إلا لكونه ينتمي إلى مكون معين، أو طائفة بذاتها، بغض النظر عن قناعاتهم، وعن مصداقية ذلك الزعيم.

التنافس السياسي المحموم على الإستئثار بالمناصب السيادية، ومراكز القرار، دفع كثيراً من السياسيين إلى ممارسة الفساد المالي والإداري، فضلاً عن الفساد السياسي، محاولة منهم للحصول على شريحة مستفيدة، تضمن لهم البقاء في السلطة، مما خلق طبقة فاسدة، تطمح إلى السيطرة الكاملة على مراكز القرار، والإنقلاب على النهج الديموقراطي.

أن الإشكالية الحقيقية، تكمن في تركيبة البنى الفوقية للمجتمع السياسي، والمنظمات المدنية التي تمثل الرأي العام؛ مما دفع بهذه المكونات، والمؤسسات- الحزبية والعشائرية والدينية- إلى إعتبار نفسها عقيدة غير قابلة للنقاش، وكل ما يمكن أن يصدر تجاهها من الأطراف الأخرى، لا يمثل لديها رأياً معتبراً، ولا موقفاً محترماَ.

يعاني النسيج السياسي من إشكاليات عديدة أهمها، تبعية بعض رموزه إلى دول إقليمية ودولية، والتي تتطلب منهم العمل وفق رؤىً وأجندات محددة، لتحقيق مصالح تلك الدول، حتى وإن تقاطعت مع مصلحة الوطن، ومما يعاني منه ذلك النسيج أيضاً، هو التكافؤ في نفوذ مكوناته السياسية، في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

الأمر الذي غيب الدور الرقابي للبرلمان، وأدى إلى تغليب مبدأ الحصانة الكتلوية، والتي وفرت حماية تشريعية للمناصب التنفيذية، بحيث لا يمكن محاسبة المقصر مادام هناك من يمثله تحت قبة البرلمان، سواء كان ذلك المقصر رئيساً للوزراء، أو وزيراً، أو غير ذلك من الوظائف الحكومية، وفق مبدأ( حاميها حراميها).

أدى ذلك، إلى هشاشة اللحمة الجماهيرية، والأواصر الأخوية، والإعتبارات الوطنية، بين مكونات الشعب، الأمر الذي جعل حالة من القلق، وإنعدام الثقة، تسود العلاقات العامة لهذه المكونات، لما عكسته الممارسات السياسية، من خلال تخوين بعضهم للبعض الآخر، والتحجج بإن ذلك إنتصاراً للمكون الذي ينتمي إليه هذا السياسي أو ذاك.

عندما تتصاعد أعمال العنف من طرف واحد، مع إعلان واضح، بأنها موجهة ضد الحكومة الشرعية، وإن غايتها افشال العملية السياسية في العراق، فإن ذلك سيكون دافعاً للطرف الآخر، بأن يبحث عن قوىً خارجية أخرى، لفرض واقع متوازن أمنياً ومجتمعيا،ً لمواجهة أي تهديد أمني محتمل.

إن دعوة البعض من السياسيين، إلى تشكيل فريق حكومي قوي متجانس، ويتميز بشراكة الأقوياء، تنطلق من مبدأ الحرص على النهوض بالواقع السياسي، من خلال إدارة البلاد بواسطة قوىً حقيقية، ومؤثرة في القرار السياسي، وتمتلك من القواعد الجماهيرية، ما يمكنها من تفعيل برامجها، والوصول إلى التوازن السياسي والإجتماعي المطلوب.

 

لابد للفكر السياسي في العراق من أن ينضج إلى المستوى الذي يلبي طموحات الجماهير، ولابد للشعب أن يوحد كلمته، وأن يوجه بوصلة رؤيته إلى عراق موحد، يسمو على كل المسميات العرقية، والدينية، والطائفية، ولابد للحناجر أن تصدح حباً لتغيض أعداء الوطن. حتى يتردد صداها في مدى الزمان..كلنا عراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك