المقالات

لقاء خاص مع الشهيد الصالح البخاتي||رحيم الخالدي

3279 2016-08-31

 

رحيم الخالدي

المعروف ومن خلال القرآن الكريم، أن للشهداء منزلة عظيمة، لا ينالها إلاّ ذو حظ عظيم، ومنهم من يسعى إليها ويدعوا في كل صلاةٍ! وعند الصباح الأول لصلاة الفجر، أو المغيب، ومنهم من تأتيه بدون موعدٍ أو سابق إنذار، والسيد صالح البخاتي الذي طالما كان يدعوا ربه، ليلحقه بركب الحسين مع الشهداء، وفي يوم من أيام معركة ضروس، أتت إليه إطلاقة قناصٍ داعشي، وإرتطمت بزاج المقدمة، ولم تخترق الرصاصة تلك النافذة، بينما كان هو ينتظرها بلهف وحنين، وكان يلعن الزجاج الذي حال بينه وبين تلك الشهادة .

بالأمس زرت قبر الشهيد البخاتي، وهو مع رفيق دربه شهيد المحراب وعزيز العراق ، وكانت لي أسئلة كثيرة أستذكرها في مخيلتي، عندما كان مقاتلاً شابا،ً يقارع النظام الشوفيني في أهوار العراق، مع رفاقه وهم الذين خبروا القتال وتفننوا فيه، فكان القصب في الأهوار رفيق دربهم وصديقهم وأنيسهم، ويتكلموا معه لأنهم الوحيدون الذين يعرفون لغة السومريون، أهل الأرض الأصلاء، فكانت لهم بصمة ستتذكرها الأجيال، وسيكتبها التاريخ لهم بحروف من ذهب .

   المعركة ليست ربح وخسارة فقط، بل هي السؤال عن الرجال الذين تسابقوا من أجل النصر، ومن هم وماهو إرثهم ومن أين ينحدرون، وما هي إنجازاتهم في الحياة، هل هي نيل الشهادة فقط ومحو الذنوب مثلاً؟ بعد ما أثقل حياته بالمعاصي! أو هو رجل مثالي يمتلك المقومات، ويحمل عقيدة ويأتمر بأوامر مراجعه، ويذهب حين التلبية لنداء الواجب التكليفي المناط به، فإذا كان كذلك ما هو المنتج من قبل الأحياء؟ هل زاروهم في قبورهم مع قراءة سورة الفاتحة عليهم! واستذكار بطولاتهم ودمائهم وأرواحهم التي بذلوها في سبيلنا .

سيدي البخاتي: ألم تكن بالأمس أول من يزف الخبر في تحرير منطقة الكرمة، بعد أن دنسها الإرهاب، أولم تكن أول من يتقدم أؤلائك الأبطال من الحشد الشعبي المقدس في الفلوجة، وقبلها في جرف النصر أو في تكريت وبيجي والصقلاوية، تلك كانت الكلمات التي سألت بها الشهيد البخاتي، وهو في مكان لم يكن بإختياره! وجمعه من كان قاتل معه جنبا إلى جنب في ثمانينات القرن الماضي، ولم تفصله عنه سوى سنوات قليلة، عاشها معنا ليلتحق به، وهنا أدعوا كل العراقيين الشرفاء بزيارة قبره، لان له دين علينا، كونه بذل روحه لننعم بالأمن والأمان .

 

 مر شهران على إستشهاده، ورفيق دربه المجاهد السيد ابو مرتضى الحسيني ، لا يقبل أن تقول أن السيّد صالح البخاتي قد غادرنا، بل ينهرك بكلمات قاسية! وتنقلب مراسيم وجهه، ويقول صالح بيننا، ويعيش في وجداننا وقلوبنا، بل كلنا صالح، وعند وصولنا لقبره تمدد ويقيس طوله معه، ويبكي بحرقةٍ كالطفل الذي فقد أمّه، ويناجيه، أخي لماذا تركتني؟ فأنا صديقك وأخيك، الذي لا يمر يوم وأنت في جبهات القتال إلا واتصلت بك، أو تتصل أنت بي لأطمئن عليك، واليوم سأتصل بمن؟ وسأناجي من، فمن سينصت لكلامي كما كنت، ولا أقول لك سوى بضع كلمات، أرجو منك أن تشفع لنا كونك شهيد، وللشهادة مقام كريم عند ربٍ لا يظلم عنده أحد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك