المقالات

شَهيدٌ قائد على درب شهيدٌ خالد..! | زيدون النبهاني

1864 2016-08-05

زيدون النبهاني

لِنعرّف الحُب سويةً، لِنتذكر كُل من أشتهرَ بالحب، تَذكروا معي ذاك الحُب العظيم "يعقوب النبي لإبنه"، وعلى بُعد غَيبة الولد هناك حُبٌ آخر "حُب زليخة ليوسف النبي"، ومِن نبي إلى نَبي، مِن نبي إلى وصي، مِن وصي إلى إمام، ومن الإمام إلى المُحبين، ينتقل الحُب كرسالة السَماء..

وهو أحب كذلك، رسالة الحُب وصلتهُ منذُ طفولتهِ، حملها حاملاً هم الإحتفاظ بها، تلكَ الرسالة التي تناقلت عِبرَ العصور، لتأخذ من قلبهِ مُستقراً لها، هو.. أحبَّ السيد، السيد أبن إمام الطائفة، وحفيد الأنبياء.

قضى الشهيد السيد صالح البخاتي حياتهُ مُطيعاً لأمر الله، ثائِراً على الظلم والطغيان والعبودية، وراضياً بَقدره الكبير وهو بعيدٌ عن أهلهِ وأحبائه، في الغُربة عَملَ كجندي صَغير دفاعاً عن شعبهِ المظلوم، وهو القائد الذي تَخافهِ الحروب والخطوب، فتعلّى بتواضعهِ، وكَبرَ بخدمتهِ، وصارَ رمزاً بأصرارهِ وشجاعتهِ.

وتحقق النَصر على البعث أخيراً،، في الجنوب العراقي خَرجت الشمس مُغايرة لطبعها القديم، الشَمس تنفست حُرية ولامست روعة الهور، ذاك الهور ذاته الذي أصبحَ عالمياً، بفضل أبناء الجنوب وحنكة قيادتهم، لكن.. كيفَ صارَ كل هذا؟! الشمس والهور وابن الجنوب لِمن يدينون بذلك، غير للبخاتي ورفاقهِ الشهداء العظماء!

والضريبة كانت كبيرة، حكم الأغلبية ونشر الديمقراطية في خطر، كل أستخبارات العالم تريد أن تقتل حلم الشمس والهور وابن الجنوب، القاعدة وداعش مجرد أصابع ليد كبيرة، تريد أن تعيد وطننا إلى عصورٍ بعيدة، فجاءت فتوى الحُب، رسالة الحُب القديمة عادت من جديد، حلم الأنبياء يتجدد بفتوى الإمام السيستاني، فلبى المُحب الدعوة وركضَ مهرولاً نحو ساحة عِشقهِ القديمة، لتحضنهُ بشغف ساحة المعركة.. عادَ صالح الصالح، عادَ القائد صالح.

يُريد الشهادة والنَصرٌ معاً، لغايةٍ في نَفسهِ يريد الشهادة، وثقةً بوعدٍ إلهي يريدها، ثم يريد النَصر، القادة لا يريدون النوم وشعبهم في حرب، لا يريدون إلا أن يطمأنوا جيداً على شعبهم قبلَ الموت، وكلاهما تَحقق، ما أرادهُ البخاتي صارَ حقيقة، العراق يتحرر والقائد يستشهد!

 

هذا الحُب وهذا تَعريفهُ الحقيقي، في زمانٍ ومكانٍ قديمين، عَشقَ الشهيد صالح رجلاً صالح، كانَ قدوة المجاهدين وأملهم، عُشقٌ فيهِ رِضا الرحمن وغايتهُ، لقدَ أمن صالح البخاتي برسالة الحُب، فعشق شهيد المحراب الخالد، الذي رَحلَ عنهُ في قلة مروءة زمن، الشهيد القائد أشتاق للشهيد الخالد، عَرفَ الرسالة، حَملَ الهم، جاهد في الله حق الجهاد، فألتقى بحبيبه!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك