المقالات

تجريم البعث إرادة وليس قانون | عمار العامري

1470 2016-08-01

عمار العامري

   نجح البرلمان العراقي بإقرار قانون إنهاء حزب البعث رسمياً من حياة العراقيين, وهذا بحد ذاته يعد نصراً, ولكن النصر لا يتحقق ألا بتطبيق القانون عملياً.

   البعث؛ الذي زرع أفكاره قبل سبعون عاماً تقريباً في العراق, بكل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية من خلال آليات وأشخاص أدانوا له بالولاء, حتى باتت البعث ديدن وسلوك الكثير ممن تأثروا فيه, إبان هيمنة الحزب المقبور على الحياة العامة خلال ثلاثة عقود ونصف, كان أسوئها إدخال أفكاره في المناهج الدراسية.

   بدأ البعث ممارساته بإلغاء العشائرية والمناطقية وأي انتماءات أخرى, وحارب الولاءات  الدينية والقومية والسياسية, وأضحى الولاء للحزب فقط, نُكل بكل من يشعر بأنه معارض له بالقتل والتهجير والتغييب, وأبيد الملايين ممن لا يروق لهم فكره, الذي اتخذ من اللادينية شعار له, والدم أسلوب لإقصاء المناوئين لشريعته, التي لم تعرف هويتها.

   الأمر الذي جعل الأغلب ضد ممارساته وأساليبه, ولكن هناك من انغرست تلك الشعارات الموبوءة في تصرفاته وسلوكياته, نتيجة للتغذية الروحية التي تلقاها أو بالاكتساب أو تطابق الشعور النفسي, لذا فأن قانون تجريم البعث لا يمكن أن يكتب له النجاح, ما لم يملك الشعب إرادة حقيقية لتطبيقه, واقتلاع جذوره من نفوس وأذهان ممن تلبسوا فيه, خاصة الثقافات الموجودة في الكتب التعليمية.

   لذا نحتاج في العراق لثقافة مجتمعية عامة لا تختصر على إشاعة خبر تجريم البرلمان للبعث فحسب, وإنما البلاد بحاجة ماسة ونهضة قوية لمكافحة كل التصرفات المطابقة لثقافة البعث لدى المسؤول والموظف والكاسب, ورفض كل ما يمت لأفكاره بصلة ما, أن كان بقصد أو بغير قصد, فأفكاره الهدامة كانت وما زالت نشعر بممارستها لدى من كان منتمياً له أو غير منتمي.

 

   فأن تجريم البعث ليس قانون فقط سيدرج على رفوف المكتبات, إنما لابد أن يتحول لإرادة جارفة لكل من يمت له بعلاقة, أذا كنا عازمين على بناء دولة خالية من البعث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك