المقالات

الأهوار ثروة طبيعية هبة الباري | عبد الحمزة السلمان

1172 2016-07-30

 

عبد الحمزة السلمان         تعود الحياة لأهوارنا.. تشمر السواعد السمراء للشروع برياضة التجذيف، والقصب و البردي يتراقص، مع هبوب الريح، تتجاذب الحنايا ، لتستنشق عطر البن في المقلاة، يقلب على لهب النار، شيوخنا والوجهاء والضيوف، تذوق عسل القهوة بمرارتها، التي تنعش النفوس، هنا الأصالة ، وفق برنامجها الحضاري والعالمي .. نهضة جديدة ، تترادف مع إنتصارات الأبطال، وشموخ النخيل ، في البصرة العشار والناصرية ، لترسل أطراف سعفها ، مع الأمواج ، يستقبلها شط العرب لفراق طال .
   لطف الباري.. ليكون كثير من النعم في بلد الأنبياء والرسل, العراق الجريح, ومنها الثروات الطبيعية كالأهوار, تغطي مساحات كبيره من البلد, وتعاني من الإهمال والجفاف لفترات طويلة, الآن شاء القادر على كل شيء, أن يحرك ساكنا, فتحركت الطاقات العراقية للدفاع, والإصرار لتدرج الأهوار العراقية, ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو .
     تبلغ مساحة الأهوار عشرون ألف كيلومتر مربع, وتعرضت إلى ضرر كبير بعد تجفيفها عام 1990، من قبل النظام السابق, وعانت من عدم وصول المياه، بسبب إقدام كل من سوريا وتركيا على إقامة سدود على مجرى نهر الفرات، حد من وصول المياه إليها, وأصاب ثرواتها بأضرار.
    تنتعش الأهوار في جوها الخلاب, والريح الذي يتغازل مع أطراف القصب والبردي, تتراقص له الأمواج, التي تقبل الضفاف تارة وتعود, ليكون أداة جذب لسياحها, وتعتبر من المناطق السياحية المهمة, التي يرتادها الكثير من الهواة .
    نباتاتها الطبيعية .. تنمو بدون تدخل الإنسان, وبكثافة عالية رغم عدم الإهتمام بها, نجدها تتعالى حالما تتعانق تربتها مع الماء, وذات أهمية عالية, تدخل في كثير من الصناعات لسد الحاجة المحلية, أو تصدر للخارج .
    تعد الأهوار مصدرا من مصادر الغذاء المهم, لما تحتويه من ثروة سمكية, تتعدد أسماءها وتختلف بالطعم والمذاق الطيب, الذي يتحلى به أهالي الوسط والجنوب, فيتوافد إليها هواة الصيد, أو الممتهنين الصيد كمصدر رزق لهم ولعوائلهم .
    كثير من الخيرات العراقية المهملة سابقا, رغم أنها تدر خيرا وأرباحا للبلاد, وتنعش الإقتصاد, حينما تستغل وفق ما مطلوب, لكن حالها كحال الزراعة والصناعة, التي إحتوتها صفحات النسيان, وتم الإعتماد على الذهب الأسود فقط, الذي تتراجع أسعاره بإستمرار.
  السياسات الخاطئة, والتدخلات الخارجية, جعلت الحكومات السابقة تغمض عينها, عن الكثير من الأمور, لعل أن تكون بادرة الإهتمام  بالأهوار حافزا لها, لتنال المرافق الحيوية الأخرى نصيبها من التطور, وفق البرامج الحضارية, التي يفرضها علينا العصر الحديث, بأسسها الإسلامية المعاصرة 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك