المقالات

كواليس الفساد بأسم الإصلاح


واثق الجابري كبيرة هي إنتصارات الفلوجة، والأكبر تحدي المراهنات والمعرقلات والمزايدات، ومعظم العراقيون ساهم في صنع النصر، وهذا لا ينفي من وجود من كان لا يتمنى الإنتصارات لحسابات سياسية، ومع إنطلاق عملية تحرير الموصل؛ فالمتوقع هجمة أشرس ومبررات إضافية. مثلما وقف الجميع لتحقيق نصر الفلوجة؛ ليتوقعوا الإنتكاسات وتبعات الدفاع عن التضحيات، وتقارب حُساد الفاتحين مع الأعداء. شهد العراق كثير من حملات ايقاف إرادة شعب، وقبل إنطلاق عملية تحرير الفلوجة تتذكرون ما أُشيع عن جوع أهلها والمطالبات الإنسانية، وتصاعد الأصوات الخارجية والداخلية؛ الى الوقوف بوجه الزحف لتطهير الأرض، وزادت الضراوة مع ساعات إنطلاق العملية العسكرية؛ شهدت إنقسامات برلمانية، وإقتحام الخضراء، وتعطيل عمل البرلمان، وهاجس كبير عاشه الشارع في ترقب ما تُضمر من مفاجئات. يُخطي من يعتقد أن المعركة لا علاقة لها بالأحداث، وثمة علاقة طردية بين إقتراب القضاء على الإرهاب وتصاعد الأحداث في الساحة العراقية؛ ولا يمكن فصل أي واقعة من النزاعات العشائرية في البصرة، وإنتهاء بتفجيرات الكرادة والسيد محمد، ومرافقة هذه الأحداث لتطورات سياسية سلبية، وتصعيد إعلامي؛ أصبحنا نسمع أصوات كواليس مسرحية كُبرى، وتُحد سكاكينها على رقابنا، وصوت إنفجاراتها، وروائح شواء الأجساد والخيانة، ونلحظ أن شعب يساق لها كوقود طبقة سياسية. لا يحق لأحد أن يطلب بجائزة النصر، وهو لم يتحرك ولو بكلمة لدعم المعركة، وكما لا يحق لأحد من المسؤولين إعفاء نفسه وإلقاء اللوم على الآخرين؛ في حين أن له مشاركة فاعلة في السلطة التنفيذية والتشريعية، كما لا يحق أيضاً إتخاذ غضب المواطنين كذرائع لوضع الحواجز والموانع؛ لقطاف النصر النهائي في الموصل وتطهير ما تبقى من أرض العراق، ومن ثم الإلتفات الى ملفات لا تقل أهمية من محاربة فساد وإصلاح دولة، وتنمية قدرات شباب وإنصاف محرومين. إن الإصلاح بمثابة فساد أن لم يقودنا الى ما هو أفضل، وكل خطوة فيه مصيرها الفشل أن لم تك بتخطيط إستراتيجي يقدر مصلحة العامة على الخاصة، وبعيداً عن الإنفعالات والميولات وكيل الإتهامات؛ لتبرءة ساحة على حساب ساحات، وأن تقدر من أين نقطة البداية والأولوية، وبذلك تكون عبثاً بلا بوصلة؛ بين فساد يقوده داعش، وداعش يقود بعض ساسة الى الفساد، وساسة فاسدون لحسابات ضيقة، ومَن يتخد الإصلاح مطية للوصول الى غايات تعرقل المعركة وتنفع داعش. أعداء النصر كثيرون وأساليبهم مختلفة، والنتيجة خروقات أمنية وتشتيت جهد القوات المسلحة؛ لإشغالها عن تحقيق هدف اصبح في مرمى النظر. المواجهة القادمة نتوقعها أشرس، وإستكمال لسلب فرحتنا بالنصر، ونعم انتصرنا بالفلوجة، ولكن نكبة الكرادة والسيد محمد أجّلت فرحتنا الى تطهير الموصل، التي من المؤمل مواجهة حملة عرقلات واسعة في جانب عسكري وسياسي، فالأول يهدف الى تعطيل المعركة وكسب وقت ربما يعتقد أن إطالتها وإستنزاف العراق؛ سيجعله يرضخ للتنازلات، والثانية لمنع إنعاقد البرلمان لفرض مواقف بالقوة، ولكن المعركة مستمرة والنصر قادم فيها، وعرقلة عمل البرلمان هذه المرة؛ ستكشف أن دعاتها يؤسسون الى دكتاتوريات بشعار الإصلاح، وبذا يتفقون مع داعش بطريقة وآخرى على سلب النصر، وإيقاف المعركة. واثق الجابري  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك