المقالات

رجال الدين قصة كفاحٍ وبناء../ رحمن الفياض

2119 2016-05-31

رحمن الفياض
المتتبع لمجرى التاريخ بتجرد, يجد أن هؤلاء الرجال, صنعوا مجداً لبلادهم, لا لإنفسهم, غيروا أحداثً بكلمات وفتاوىً أطلقوها, في وقتها نجحوا في قيادة المجتمع الى بر الإمان.
رجال الدين في النجف الأشرف, كانت لهم بصمات واضحة, في صناعة تاريخ العراق الحديث, فعلى مدى قرنين من الزمن, عصفت البلاد أحداث مهمة, كان المتصدي لأول لها هم رجال الدين.
في بدايات القرن الماضي, وبالتحديد في عام 1914,وبعد الغزو البريطاني للعراق, كانت النجف الشرف, عاصمة العراق الدينية والسياسية, في ظل غياب حكومة عراقية, والبلاد تنزف وتنزح مابين الأحتلال العثماتي والغزو البريطاني, تصدى علماء النجف الأشرف, للتدخل الإنكليزي, بطريقة المواجهة المباشرة, فكان المرجع اليزدي والقائد الحبوبي, هم قادة المواجهة والممانعة في ذلك الوقت.
مع تطور الحداث وثورة العشرين وماتبعها من أحداث, كانت رسالة المرجعية, هي توحيد الصف الوطني, من خلال رسائلها الى جميع العشائر العراقية, بضرورة التوحد والأنتفاضة في جميع أنحاء البلاد ضد الأستعمار,مع الدعم المادي والمعنوي لهم.
كثيرة هي الأحداث, التي نعجز عن ذكرها لدور رجال الدين والمرجعيات الدينية, في جر البلاد الى شاطئ الأمان, في فترة السبعينيات والثمانينيات, تعرضت الحوزة العلمية لهجوم عنيف, وحملة منظمة من قبل البعثيين, فقد أعدم الأف منهم وزج مثلهم في السجون, علماء كبار, أطفال صغار,شباب بعمر الورود, نساء لم يرى ظلهم, مابين سياط الجلاد وفكي كماشة قلع الأظافر وحبال المشانق.
محمد باقر الصدر, يوسف الحكيم, رمزا الحوزة العلمية, عشرات من عائلتيهما, عائلة المبرقع, مشايخ, البصرة, القوا في أحواض الحامض, شردوا في بقاع العالم المختلفة بين خائف ومترقب.
لكن لم يغفى لهم جفن, وأبناء بلدهم تحت رحمة سياط الجلاد, نظموا أمرهم, ولكن هذه المرة من باب المعارضة, زعزوا أركان الصداميين, وأقلقوا مضاجعهم, لا لإجل منصب يسعون اليه, سوى أحقاق الحق ورفع الظلم عن أبناء بلدهم وأقامة دولة العدل المنشودة.
بعد سقوط النظام البعثي, عادة تلك القامات الشامخة, الى أرض الوطن, لترتمي في أحاضان مرجعيتها وحبها الأزلي, تخطط تضع البرامج, للنهوض بالبلاد, من واقعه المرير الى مصافي الدول المتطورة, فكان شعارها نحن نقبل أيادي المراجع, والحر بفهم دلالات تلك الكلمات, المرجعية العليا المجاهدين وضعوا اللبنة الأولى للعراق الجديد, بدون أقصاء اوتهميش لمكونات الشعب العراقي, دستور, أنتخابات , مصطلحات لم يفقها العراقيين من قبل, صعق من صعق وبهت من كان يحلم بمخطط الأحتلال لأعتلاء منصة الحكم.
سياسين جدد معتقيين مخضرمين, لم يستوعبوا ماذا كانت ترمي اليه المرجعية العليا, تغابوا, تناسوا او فلنقل فتنوا بالمال والجاه, حتى غرقوا في ملذاتها, وضاعت البلاد في ظل غياب وتغيب ناطقها السياسي محمد باقر الحكيم, لتضيع البلاد من جديد في أتون الفتنة الطائفية, والفساد المالي والأداري, وتغيب الأصوات المنادية بالأصلاح.
تصدت المرجعية, مع المعدمين من أبناء الشعب العراقي, وبعض قادتها المقربين, من رجال دين, فلاحين كادحين, لمخطط كاد يودي بالبلاد, في أحضان الشياطيين, لولا كلمة هي قالتها من منبر الجمعة (يجب).
من جانب أخر, أعطت المرجعية الدينية, نماذج وقصص نجاح لرجال دين, تولى دفة القيادة الهيئات ومؤسسات دينية, وفي فترات قياسية, العتبات المقدسة أنوذجاً للنجاح, بفضل قيادة رجال الدين لها الحسينية, العباسية, العلوية,العسكرية, تحولت بفترات قياسية الى نموذج بقتدى به, قصة نجاح يجب أن تروى.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك