المقالات

حسينية العاشور وجوامع الضرار في الفلوجة

2644 2016-05-28

الجوامع والحسنيات, هي مكان للعبادة, والتضرع والتنسك والخشوع الى المولى عز وجل, لطلب التوبة وقبول الأعمال, لكن تحولت في فترة ما الجوامع الى أوكار للجريمة والقتل والذبح والتقرب الى الباري بدماء الأبرياء.

تحولت مساجد الفلوجة الى فنادق خمسة نجوم لأيواء الأرهابين والمجرمين والقتلة, من كل أصقاع العالم.

لم نشاهد في تلك الجوامع تدرس الأخلاق, والفقه والمحبة والتأخي, والدعوة الى التعايش السلمي, بين مكونات البلد الواحد, لم نشاهد خطباء يعظون الناس بالحسنا, بل على العكس من ذلك كلة خرجت لنا تلك الجوامع أجيالاً من المجرمين والقتلة, المشبعين بالبغض والكراهية, لأبناء جلدتهم, وثقافة غريبة عن المجتمع العراقي المتسامح.

فعندما خرجت الفلوجة عن بيت الطاعة العراقي، وخلال كل الحملات العسكرية السابقة لترويضها، منذ سقوط هدامها حتى آخر المعارك، لم يحمل الجنود العراقيون أو الشرطة اوقوات الحشد الشعبي صور أهل البيت, اوخطباء المنبر الحسيني في شوارع الفلوجة، ولم يروجوا للمذهب الشيعي, كما صور ذلك الإرهابيون والمتطرفون والداعشيون ذلك، لقد أرادت الحكومات العراقية طرد الإرهابيين ممن اتخذوا من بيوت الله مساكن وبؤرا للأرهاب.
ومن الجانب الأخر نجد حسينات, أهل البيت تدعو للمحبة والتسامح والتراحم ولم الشمل, حسيية العاشور أنموذجا, طالما عرفت هذه الحسينية, بأقامة المحاضرات والمجالس, والتي يرتادها, أشهر الخطباء, والرواديد, لم تكن في يوم من الأيام, من دعاة الفرقة, والعنف والأرهاب, بل على العكس من ذلك تماماً, خرجت لنا,أنموذج يحتدى به, من الشباب الواعي والمثقف والمشبع بحب الوطن, وشهيد ال عاشورأنموذجاً.

شاب بعمر الورود تركت المال والجاه, والعز والعيش الرغيد, ليلتحق, بركب الملبين, لنداء نصرة العراق, والدفاع عنه,وليضرب لنا مثالاً بين مدرستين, مدرسة العنف ولا عنف,مدرسة حب العراق ومدرسة, بغض العراق, مدرسة العلم المحمدي, ومدرسة,الحقد الأموي.

قد يعاب على شهيد ال عاشور من أصحاب الدنيا وبهرجها, كيف لشاب بهذا العمر ترك ملذات الدنيا والتحق بركب الملبين ومن ثم التحق ليزف في قافلة الشهداء, الملتحقين ببارئهم العظيم, هذا لأنهم لا يعلمون مدلولات مدارس أهل البيت وحسينياتهم التي تغذي الحب المحمدي والعشق السرمدي للأرض, والوطن.

أنموذجان للجوامع والحسينات أحدهما تبني, وأخرى تهدم, أحدهما تصنع الحياة, وأخرى تعطل عجلة الحياة,أحدهما تقتل وتذبح وتسبي وتهتلك الأعراض, وأخرى تدافع وتصون, أحدهما تعطي دماً من أجل الوطن والأخر تذبح أبناء الوطن.

الفلوجة وجوامعها ,هي عاصمة قاطعي الرؤوس والمفخخات, كيف لا وقد اسماها الملعون هدام المدينة البيضاء وبنا بها القصور لضباط مخابراته وضيوفه من امراء القاعدةوالبعثيين ,وقتل أئمة مساجدها وعين ضباط مخابرته بدل عنهم, ان هذه المساجد تشبه مسجد ضرار الذي هدمه النبي صوات ربي عليه وسلم, والحليم تكفيه الأشارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك