المقالات

الوحدة الشيعية بعد يوم دام

1676 2016-05-12

فرق تسد ، لطالما استخدمت تجاه الشعوب الجاهلة ، لفاعليتها ، وقدرتها على تمزيق الخصوم من الداخل من دون اي جهد يبذل في هذا الصدد ، فقد كان الإنكليز يذبحون بقرة ويتهمون المسلمين بذلك ، فتنشب المعارك بين عبدة البقر والمسلمين في الهند ، وخلال ذلك يكون الإنكليز قد اكملوا ما جاءوا من اجله ! 

الشيعة تمر بما مرت به الهند منذ اكثر من قرن ، ابتدأ الامر بهتافات الصدريين تجاه ايران ، والاعتداء على ممثلين من الفضيلة ، وتهديد اخرين ، مما تسبب في شرخ في العلاقة بين الجماهير المؤيدة لهذا الطرف او ذاك ، بعدما كان عدم الاتفاق والصراع يقتصر على الساسة والمقربين منهم 
مر يوم دام اخر ، كانت مساحته تمتد من مدينة الصدر ، لمدينة الكاظمية المقدسة ، فشارع الربيع ، لتنتقل بعدها الى ديالى الصمود ، ونشاهد كالعادة ، بعد كل يوم دام ، محاولة إلقاء اللوم على هذا وذاك ، وهذا شيء اعتدنا عليه 

الترويج الى ان بعض الجهات السياسية الشيعية هي من قامت بهذه التفجيرات ، واعتبارها محاولة انتقام من مدينة الصدر ، بعد اقتحام المنطقة الخضراء ، كمحاولة يائسة لجعل الشارع الشيعي يقتل نفسه بنفسه ! ، فللكل جماهيره وانصاره ، وللكل أيضاً تسليحه وسراياه ، والفتن لا تعرف المنطق ، داعش تتبنى التفجيرات ، والشارع يُتهم بعضه بعضاً !

فرصة حقيقية لداعش ، مجرد تفجيران آخران ، وحملة إعلامية واسعة ، هدفها إشعار جماهير التيار الصدري بالظلم ، وتجلس لتشاهد تراجيديا شيعية ، ومعركة حامية الوطيس اشراك الجماهير في الخلافات السياسية سيكون ثمنه باهض ، وسيترك آثاراً يصعب ازالتها من على البنية المجتمعية الشيعية ، تهدد بأفقاده اهم عنصر قوة لديه ، وحدته امام التحديات المصيرية 

العزف على وتر المظلومية خطير جداً ، فكما يقول علي الوردي ، الناس لا تثور عندما تظلم ، وانما تثور عندما تشعر بالظلم ، والثورة ان حدثت ، فستكون هدامة ، لانها ستكون ثورة جزء من الشعب ، ضد جزء اخر ، بعدما كنا نحارب الفتنة بين ابناء الوطن الواحد ، بتنا نحلم بالوحدة بين ابناء الطائفة الواحدة ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك