المقالات

نظرية “البوري” في السياسة العراقية

2900 2016-04-25

يعتقد متخصّصون لغويّون عراقيّون أن كلمة (بوري) التي يستخدمها العراقيون للدلالة على الأنبوب, هي كلمة أكديّة قديمة وتعني قصب البردي الشائع في أهوار جنوب العراق. وتم اشتقاق كلمة (بارية) منها وجمعها (بواري) أي حصيرة القصب. إلا ان العراقيين يستخدمون هذه الكلمة اليوم في معنى آخر غير ذلك الذي وُضِعت له.

فهي تسخدم اليوم للدلالة على النصب والإحتيال والإستغفال, فيقال فلان انضرب بوري , بمعنى تعرض الى النصب والإحتيال. ولذا فلم يكن غريبا أن تستعمل الكلمة بهذا المعنى في عالم السياسية العراقية اليوم, فالسياسة عندما تتجرد من المبادئ والقيم تصبح حقلا للنصب والإحتيال واكل (البواري).

وقد تمّ إستخدام هذا المصطلح مؤخرا من بعض الكتّاب لوصف ماجرى في جلسة مجلس النواب العراقي الإستثنائية التي دعا لها الرئيس العراقي فؤاد معصوم. فقد طرح معصوم مبادرة تتضمن الدعوة الى عقد جلسة إستثنائية للمجلس وتشترك فيها جميع الكتل وبما فيهم النواب المعتصمون ويرأسها الدكتور سعدون الدليمي, ويتم التصويت فيها على إقالة هيئة رئاسة المجلس.

إلا انه وبعد إكتمال النصاب صعد الى منصة الرئاسة النائب عدنان الجنابي, مما ادى الى إفشال الجلسة التي قاطعتها مختلف الكتل السياسية عدا النواب المعتصمين. وهنا بيت القصيد فقد رأى البعض ان ما تعرض له رئيس الجمهورية وباقي الكتل من عملية نصب واحتيال ونكث لما تم الإتفاق عليه , بمثابة (بوري) اكله الرئيس وباقي الكتل! وهو بالفعل (بوري) بالمعنى العراقي.

ولكن المثل يقول من حفر بئرا لأخيه وقع فيه, إذ لم تكد تمر اربع وعشرون على تلك الجلسه حتى أكل النواب المعتصمون (بوري) ولكنه كبير من سماحة السيد مقتدى الصدر, ولكن بوريه لم يكن نصبا واحتيالا فالسيد الصدر لم يتفق يوما مع نواب دولة القانون على تنظيم إعتصام في البرلمان , بل جاء إعتصام نوابه إمتدادا لإعتصام جماهيرهم في الخارج, واما نواب دولة القانون فقد ركبوا الموجة من أجل جني المكاسب, ولكن السيد الصدر كان لهم بالمرصاد ولم يكتفي بأن يوكلهم (بوري) بل وكّلهم (خازوق)!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك