المقالات

قلم سومري و ورق بردي...

1801 22:05:21 2016-04-25

من عجائب وغرائب الدهرفي العراق أن الأحداث دائماً ماتتكرر, فقد أعاد الى ذهني مقطع فيديو أنتشر على مواقع التواصل الأجتماعي, لرجل كبير في السن, يرتدي عمامة بيضاء, وهو يسير في الشارع, تجمع حوله مجموعة من الصبيةِ يستهزئون به, ويتلفظون عليه بالفاظ نابية, ويحاولون الأعتداء عليه.

رجعت بذاكرتي الى ثمانينيات القرن الماضي, في زمن الملعون هدام, كنا نسكن في محافظة ذي قار, كان أحد أعمامي رحمه الله, يرتدي عمامة وهو رجل دين كبير في السن, يسكن في محافظ النجف الأشراف, يحب أجواء الريف فكان يأتي هو وعائلة ليقضي العطلة الصيفية عندنا.

قليلٌ ماأشاهده يرتدي العمامة السوداء, والتي كانت نادرة في ذلك الزمان, كان الفضول يكاد يقتلني لمعرفة ذالك السر وراء عدم أرتدائهُ لها, فبادرة لسؤاله في عدم لبس ذلك التاج المحمدي, فقالي ياأبن أخي عندما أسير في الشارع, يقوم رجال الأمن بالأستهزاء , وأطلاق عبارة نابية, ويجمعون مجموعة من الصبية يتصايحون خلفي هذا "خميني خميني", وحفاظاً مني على هذا التاج من أن يفقد هيبة بين الناس السذج, اقوم بنزعهُ.
اليوم أصبح جلياً لدي ترابط المشهدين, فهناك أيادي خفية تحاول العبث وتشوية صورة التاج المحمدي, بعدما وضع بذرةُ الأولى النظام الصدامي عن طريق عملائه في بعض مايسمى رجال الدين ومدارسهم, فكانت نتائجه هذا الأشواك التي تشك كل من لامسها او حاول الأقتراب منها.

فعلى مدى قرون من الزمن حافظة الحوزة العلمية ورجال الدين على قدسية التاج المحمدي من خلال مدارسها الرصينية ورجالاتهم الذين قادوا المجتمع العراقي, في جميع محنه وثوراته, فثورة العشرين ليست ببعيدة عنا, وفتوى التنباك, وفتوى الأمام الكبير السيد الحكيم ضد الشيوعيين, وعدم مقاتلة الأكراد, وأخرها وليس أخيرها فتوى الجهاد العظيم للأمام السيستاني, التي لولاها لأصبح هؤلاء المستهزئين, مهجرين في بلدان الجوار, ولسبيت نسائهم وقتلت أبنائهم.

قدم التاج المحمدي خيرة رجاله شهداء على أرض العراق, ليست منه ولا فضلً بل واجباً, وهم جالسون في بيوتهم منعمين يتقاسمون كعكة العراق وخيراتهُ, فعلى مدى عقد من الزمن والتاج ينادي بالأصلاح, حتى بح صوتة, وتلك الأذان الصماء لاتسمع كأن بها وقرا, اليوم خرجت الى الشارع لتلعب لعبتها القذرة, لتشوية التاج المحمدي وبأيادي صبيانية, مدفوعة الثمن وفق مخططات رسمت في بعض بلدان الجوار وفي سفاراتهم النتنةَ.

لكن نقول لهم كيدوا كيدكم وأجمعوا عددكم, وقواكم فلايصح الا مانريد ولايبقى الامانريد, ولايحكم هذا العالم سوى التاج المحمدي الأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ماينفع الناس...سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك