المقالات

قلم سومري و ورق بردي...

2026 2016-04-25

من عجائب وغرائب الدهرفي العراق أن الأحداث دائماً ماتتكرر, فقد أعاد الى ذهني مقطع فيديو أنتشر على مواقع التواصل الأجتماعي, لرجل كبير في السن, يرتدي عمامة بيضاء, وهو يسير في الشارع, تجمع حوله مجموعة من الصبيةِ يستهزئون به, ويتلفظون عليه بالفاظ نابية, ويحاولون الأعتداء عليه.

رجعت بذاكرتي الى ثمانينيات القرن الماضي, في زمن الملعون هدام, كنا نسكن في محافظة ذي قار, كان أحد أعمامي رحمه الله, يرتدي عمامة وهو رجل دين كبير في السن, يسكن في محافظ النجف الأشراف, يحب أجواء الريف فكان يأتي هو وعائلة ليقضي العطلة الصيفية عندنا.

قليلٌ ماأشاهده يرتدي العمامة السوداء, والتي كانت نادرة في ذلك الزمان, كان الفضول يكاد يقتلني لمعرفة ذالك السر وراء عدم أرتدائهُ لها, فبادرة لسؤاله في عدم لبس ذلك التاج المحمدي, فقالي ياأبن أخي عندما أسير في الشارع, يقوم رجال الأمن بالأستهزاء , وأطلاق عبارة نابية, ويجمعون مجموعة من الصبية يتصايحون خلفي هذا "خميني خميني", وحفاظاً مني على هذا التاج من أن يفقد هيبة بين الناس السذج, اقوم بنزعهُ.
اليوم أصبح جلياً لدي ترابط المشهدين, فهناك أيادي خفية تحاول العبث وتشوية صورة التاج المحمدي, بعدما وضع بذرةُ الأولى النظام الصدامي عن طريق عملائه في بعض مايسمى رجال الدين ومدارسهم, فكانت نتائجه هذا الأشواك التي تشك كل من لامسها او حاول الأقتراب منها.

فعلى مدى قرون من الزمن حافظة الحوزة العلمية ورجال الدين على قدسية التاج المحمدي من خلال مدارسها الرصينية ورجالاتهم الذين قادوا المجتمع العراقي, في جميع محنه وثوراته, فثورة العشرين ليست ببعيدة عنا, وفتوى التنباك, وفتوى الأمام الكبير السيد الحكيم ضد الشيوعيين, وعدم مقاتلة الأكراد, وأخرها وليس أخيرها فتوى الجهاد العظيم للأمام السيستاني, التي لولاها لأصبح هؤلاء المستهزئين, مهجرين في بلدان الجوار, ولسبيت نسائهم وقتلت أبنائهم.

قدم التاج المحمدي خيرة رجاله شهداء على أرض العراق, ليست منه ولا فضلً بل واجباً, وهم جالسون في بيوتهم منعمين يتقاسمون كعكة العراق وخيراتهُ, فعلى مدى عقد من الزمن والتاج ينادي بالأصلاح, حتى بح صوتة, وتلك الأذان الصماء لاتسمع كأن بها وقرا, اليوم خرجت الى الشارع لتلعب لعبتها القذرة, لتشوية التاج المحمدي وبأيادي صبيانية, مدفوعة الثمن وفق مخططات رسمت في بعض بلدان الجوار وفي سفاراتهم النتنةَ.

لكن نقول لهم كيدوا كيدكم وأجمعوا عددكم, وقواكم فلايصح الا مانريد ولايبقى الامانريد, ولايحكم هذا العالم سوى التاج المحمدي الأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ماينفع الناس...سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك