المقالات

عندما يرفع عمرو بن العاص راية الإصلاح في البرلمان!

2393 2016-04-16

لايمكن لأي مراقب للوضع في العراق ان يقتنع بان الإنقلاب الذي قاده بعض أعضاء البرلمان العراق أواخر الأسبوع الماضي كان هدفه تحقيق الإصلاح وإنهاء سياسة المحاصصة الطائفية والقومية التي بُنيت على أساسها العملية السياسية العرجاء في العراق.

فالوجوه الكالحة لعدد من قادة هذا الإنقلاب لا تكشف عن كونهم إصلاحيين أو وطنيين, بل على العكس من ذلك فهم رموز لعهد أبرز سماته الفساد وتأجيج النزاعات القومية والطائفية. فالنائبة حنان الفتلاوي المعروفة بتوجهاته الطائفية, دعت من قبل الى قتل سبعة من السنة مقابل كل سبعة قتلى من الشيعة, دعوة صريحة للقتل خارج نطاق القانون والشرائع السماوية فعن أي إصلاح سياسي تتحدث حنان؟. وأما النائب كاظم الصيادي المعروف بإثارته للتوترات القومية والحزبية داخل البرلمان وخارجه لايبدو مؤهلا لرفع راية الإصلاح والقضاء على المحاصصة.

والطامة الكبرى أن يرفع راية الإصلاح صهر المالكي المدعو حسين المالكي, الذي حصل على مقعد في مجلس النواب بفضل الأموال التي سرقها من الدولة العراقية. فهل يريد هؤلاء أين يقنعوا العراقيين بانهم دعاة إصلاح؟ وهل ان من يريد الإصلاح يبدا عهده بالكذب والتزوير؟

فقد إدعى هؤلاء الإنقلابيون بأن عدد من حضر جلسة البرلمان التي أقالوا خلالها رئيسه الجبوري كانوا 171 عضوا, فلم لم يتم نشر أسماؤهم ليطلع الشعب العراقي ويعرف حقيقة الأمر؟ وما يثبت كذب إدعاءاتهم هو قولهم اليوم بأن 165 نائبا حضر جلسة اليوم المقرر عقدها. وهو رقم آخر فيه تزوير واضح ويهدف الى تمرير فكرة وجود أغلبية برلمانية كافية لعقد الجلسة. 

ويدعي هؤلاء الإنقلابيون أيضا بانهم ضد المحاصصة ولكنهم في ذات الوقت إنتخبوا سنّيا هو عدنان الجنابي رئيسا لبرلمانهم المزعوم, فإن كانوا صادقين في إدعاءاتهم فلم لم يكسروا معادلة المحاصصة وينتخبوا عضوا غير سني ومن أي طائفة كانت؟

إن الوجوه الكالحة والأضداد غير المتجانسة ممن كانت حتى الأمس القريب تسقّط بعضها البعض الآخر فهذا هالكي وهذا بعثي وذاك أحمق غبي, تتوحد اليوم تحت قبة البرلمان لا لتحقيق الإصلاح والقضاء على المحاصصة, بل لأنها تخشى طوفان الإصلاح القادم والذي سيطالها في المستقبل القريب.

قوى عبثت بحاضر البلاد ومستقبلها طوال السنوات العشر الماضية, وهي تريد اليوم لبس ثوب الإصلاح والوطنية ظنّا منها بان الشعب سينسى بأنها أهدرت أكثر من 700 مليار دولار من ثروات البلاد وبانها فرطت بأرض العراق وسيادته وشوّهت سمعته بين الأمم وأشاعت التخلف والجهل والدمار في ربوعه.

محاولة إنقلابية لن يكتب لها سوى الفشل وستفتح الباب على مصراعيه لبدء حملة واسعة لإعتقال ومحاكمة جميع المجرمين والفاسدين المتخفين خلف قناع الوطنية وممن يرفعون كتاب الإصلاح فوق رماح الفوضى في البرلمان العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك