المقالات

وكانك يا ابو زيد ما غزيت

1561 2016-04-16

في مشهد ضبابي فرضت الكتل السياسية ورؤسائها رؤاها وإراداتها على الإرادة الجماهيرية بمظاهراتها واعتصاماتها في الالتفاف على المطالب المشروعة والإبقاء على باب المحاصصة مفتوح دون الالتفات إلى هموم الناس وإرادتها الشعبية في إيجاد حكومة علماء مستقلين مختصين مهنيين وخبرة ونزاهة لقيادة البلاد وعبور المرحلة الراهنة والوضع المربك خاصة والبلاد تواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة وخطيرة .

ومما لاشك فيه ان مشهد التشذي السياسي والتناحر فرض نفسه في فتح الباب أمام التدخلات الإقليمية وذهب البعض ابعد من ذلك فسهل التدخل الخارجي مما أثر وبشكل سلبي على سياسة البلاد وارتهان قرارها خاصة وبعض الكتل السياسية لاتملك قرارها واستقلال إرادتها مما ولد انعدام الثقة بين الأطراف وانتظار موافقات الغير لتمرير القوانين وهي تخضع أصلا إلى المصالح الشخصية والحزبية الضيقة .

سئمنا ولم يعد في القوس منزع من التقاطعات والخلافات وحكومات الكتل التي تبيع وتشتري بينا منذ ثلاثة عشر سنة ..ولم نحصد سوى البطالة وخطابات أبر مخدرة لمكافحة الفساد وحصتنا السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة نهارا .. وأصوات الرصاص المدوي ليلا .. والاخوة في عروش محصنة .. ولم نسمع يوما أن أحدهم تعرض الى أذى فضلا عن عوائلهم التي تسكن عمان ودول الخليج وغيرها بعيد عن دوي الانفجارات وأصوات الإسعاف والأرتال .

لقد تقاسمت خيرات البلاد ..المناصب ..الامتيازات .. وملكتم المال بحلاله وحرامه ..أرصده في بنوك الخليج ولبنان ولندن وغيرها ..وبدعاء الأمهات والأبناء والشيوخ لن تعود عليكم الا بنعيم زائل !! سنذكر لكم محاسن ومآثر بدلا من الخصال السيئة التي زرعتموها في قلوبنا بمغادرة فترة حكمتم فيها البلاد بالنهب والسلب وبالفاسدين والسراق ..وبعملكم هذا تعلمون أولا تعلمون قربتم إجرام داعش والوهابية من استباحة بيوتنا وذبح أبنائنا .

بتمسك الكتل بنفس النهج بمفاصل الدولة يعني إنكم لا زلتم تعيشون مرض المحاصصة الذي لا شفاء منه .. والذي أطعمكم من جوع لا خلاص منه .. ويعني استمرار خط الفساد ببيع الوزارات التي تختارها الكتل بصفقات وعمولات !! الخلاص سيكون للشعب في كلمته الأخيرة ...وربما تتسارع الاحداث وتعم الفوضى ويسود الخراب وتدخل البلاد في متاهة أنتم من عمل عليها وأصلها !! .ولكن ستعود الروح مجددا بزوال أرضكم الرخوة من شراكة وتوازن وتوافق وحينها سيكشف ما كان مكتوبا في خطوط حضنا من أكياس الرمال وقوالب الاسمنت والزحام والغربان ..وننحني سجدا على ارض عرفناها بمياهها وطيبة أهلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك