المقالات

استقالة وزير الداخلية!

2290 2016-03-24

قدّم وزيرا العدل والداخلية البلجيكيان إستقالتيهما اليوم من منصبيهما, إثر وقوع عمليات إرهابية طالت مطار بروكسل ومحطة لمترو الأنفاق فيها يوم الثلاثاء الماضي , وأدت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

الإستقالة رفضها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل وطلب منهمت الإستمرار في اداء مهاهمها. وتأتي هذه الإستقالة تعبيرا عن شعورهما بالمسؤولية وتحملهما مسؤولية وقوع تلك العمليات الإرهابية. فوزير الداخلية مسؤول عن حفظ الأمن الداخلي للبلاد, ولاشك ان هذا الخرق الأمني الذي وقع, تتحمله الأجهزة الأمنية التي تقع تحت إمرته, لكنه حمّل نفسه المسؤولية بدلا من القائها على عاتق مسؤول او ضابط صغير.

واما وزير العدل فقد شعر بالحرج بعد هروب احد الإنتحاريين الذين كان معتقلا, علما بانه لا يتحمل مسؤولية ذلك, لأن الإرهابي خرق القانون ولم يحضر في موعد تسجيله خلال فترة المراقبة.

إلا انهما تحمّلا المسؤولية ووضعا استقالتيهما بين يدي رئيس الوزراء, وهو ما يعكس شعورا عاليا بالمسؤولية وحرصا على ارواح المواطنين وعلى امن المجتمع.

واذا ما قارنّا ذلك مع الوضع في العراق فيمكن معرفة مدى إستخفاف المسؤولين الأمنيين بأرواح العراقيين وبسيادة البلاد وأمنها.

فالعراق الذي لم تتوقف فيه العمليات الإرهابية التي تحصد أرواح الأبرياء ومنذ سقوط النظام الصدامي, لم يقدّم ضابط بسيط فيه استقالته , محمّلا نفسه المسؤولية.

ولقد سقط ثلث أراضي العراق بيد تنظيم داعش الإرهابي خلال بضع أيام, إلا ان رئيس الوزراء حينها نوري المالكي والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية والدفاع, لم يكلّف نفسه حتى عناء الإستقالة الشكلية أو إقالة وكيل داخليته الأمين او قادته العسكريين, بل ألقى باللائمة على نظرية المؤامرة متهما الجميع بالخيانة, ولم يلتفت الى فشله وسوء ادارته ودكتاتوريته وغباء وفساد أعوانه.

موقف يعكس المنظومة الأخلاقية لحزب "الدعوة الإسلامية" والقائمة على مبدأ " ماننطيها" ولو احترق العراق وعبث بامنه شذّاذ الآفاق ونهب خيراته دعاة العصر, وهي المنظومة التي يدّعي هذا الحزب بانها خير بديل للمنظومة الغربية "الكافرة والفاسدة"!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك