المقالات

النائب ظافر العاني والضخ الطائفي المتهافت

2681 18:37:41 2016-02-13

ليس لي عداء مع أي سياسي في العراق. فهم في واد وأنا المواطن البسيط في واد آخر.ولكن جعلني الله محبا لوطني ، وأشعر بالقلق عليه من الخطابات غيرالمسؤولة التي من شأنها دق إسفين بين مكوناته لغرض التمهيد لتقسيمه إلى دويلات خلافا لإرادة مكوناته التي عاشت فيه لآلاف السنين ولم أدافع هنا عن أية حكومة عراقية تكونت بعد الإحتلال هذه الحكومات التي خيبت آمال الشعب، ولم تلق بالا للمخاطر التي كبرت وتوسعت بمرور الزمن، ففتحت أبوابه على مصاريعها ليدخل منها كل من هب ودب في شؤونه، ويضيف سلبيات أخرى إلى السلبيات الكثيرة التي خلقتها الطبقة السياسية على مذبح شهواتها، ومصالحها الأنانية الضيقة حتى يبقى أصحاب الدار في صراع دائم في دولة ضعيفة لاتقوى حتى على الدفاع عن نفسها، ويسهل من خلالها إختراق الجبهة الداخلية نتيجة خطابات السياسيين الضيقي الأفق والحكمة والذين يغريهم الخطاب الطائفي في كل مرة يظهرون على شاشة إحدى الفضائيات التي يرقص أصحابها طربا لكل نكسة أو تراجع تلم بالوطن.

فيستضيفونهم لغرض الهدم والتشكيك في كل شيئ لإيقاف كل تقدم يطمح له المواطن العراقي الذي أتخمته الخطابات المغرضة والمحرضة على الفتنة. والتي تعتبر من أمضى وأشد الأسلحة ضررا في تمزيق اللحمة العراقية. ولا شك إن كل مواطن عراقي واع يحب تربة أرضه ، ويحرص على وحدته ومنعته وبقائه قويا متماسكا يسير بخطى حثيثة إلى الأمام يستهجن كل حديث طائفي من أي شخص صدر لأنه يضع الوطن في مهب الريح، ويؤدي إلى سفك الدماء البريئة، ويعرض سفينة العراق لأفدح الأضرار وخاصة في هذا الظرف الخطير الذي تهب فيه رياح عاتية سوداء تستهدف العراق وشعبه وحضارته ووجوده متمثلة بالقوى الداعشية الظلامية التي آستباحت كل المحرمات، ولمس العالم برمته أفعالها الإجرامية المشينة المعادية لكل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تركت آثارها الكارثية على المناطق التي آستولت عليها ونشرت فيها نهجها الظلامي البغيض. وحين يضخ نائب في البرلمان حديثا طائفيا كريها ممجوجا لسنين طويلة إلى هذا الحد المتهافت وفي هذا الظرف حيث العراق محاط بحكام تفتحت شهيتهم على شن حروب طائفية بالوكالة بحجة نشر الديمقراطية وبينها وبين الديمقراطية ماصنع الحداد دون أن يراجع نفسه يوما. ويتغاضى عن عواقبها الوخيمة يضع نفسه بين خيارين لاثالث لهما فهو إما أن يعاني من نقص في عقله ، وإما إنه مع هؤلاء الدواعش روحا وفكرا وتوجها وإن لم يصرح بذلك. وظافر العاني ومعه عدد من السياسيين الذين على شاكلته في مجلس النواب صار لهم القدح المعلى في ضخ الخطاب الطائفي الذي يجب أن يستنكره ويرفضه كل عراقي له غيرة على شعبه وتراب وطنه. وهؤلاء السياسيين الذين يسوقون مثل هذا الخطاب الكريه والممجوج يتصورون وهم واهمون إنه الطريق الوحيد الذي سيبقيهم في مناصبهم التي صارت بالنسبة لهم أثمن من الوطن من خلال إصرارهم على هذا النهج لأكثر من عقد من السنين. وحين يحزمون حقائبهم إلى عواصم الدول المحرضة لايستهويهم سوى هذا الحديث ، وعرض المظلومية الوهم التي يصدقها العقل البدوي الأجلف والجامد بسرعة البرق. فانعكست آثاره السلبية على مجمل الساحة العراقية. 

لقد استضافت محطة الشرقية النائب في البرلمان الذي ينتمي إلى جماعة ( متحدون ) ظافر العاني ليلة 1/2/2016 لأكثر من نصف ساعة . وكل حرف نطق به كانت تنبعث منه رائحة الكراهية والطائفية بامتياز وقال في بداية حديثه عن أحداث المقدادية بالحرف الواحد: (إن ماحدث في مدينة المقدادية قد تجاوز التطهير العرقي، والإبادة الجماعية.) وهذا الكلام كذبه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم جملة وتفصيلا في مقابلة أجرتها معه محطة الميادين الفضائية.

وقال أيضا (إن الحكومة الحالية أغلقت بغداد في وجوه اللاجئين من أبناء الرمادي وتكريت. وإن الذين دخلوا فيها مطاردين ويتعرضون للقتل والإبادة.!!!) وهذه كذبة أخرى خطيرة أضيفت للكذبة الأولى وظافر العاني يعلم تمام العلم إن بغداد والنجف وكربلاء والكوت والناصرية قد إستقبلت مئات العوائل النازحة وقدمت لهم المساعدات الممكنة وهذا واجب كل مواطن عراقي نحو أخيه. لكن ظافر العاني لم يذكر هذه الحقيقة لأن دمه تشبع يالروح الطائفية ، وأصبح أسيرا لها وسيبقى أسير هواجسه الطائفية مادام حيا. 

لقد اتخذت الحكومة بعض الإجراآت الأمنية عند جسر(بزيبز) خوفا من تسلل بعض الإرهابيين وهذا عمل إجرائي تقوم به أية حكومة في العالم وهي تتعرض لهذه الغزوة الهمجية الداعشية التي يحاول أفرادها التسلل بكل الطرق التحايلية الممكنة للفتك بالمواطنين الأبرياء.وحين تقوم الحكومة بهذا الإجراء يملأ هذا الشخص ومن على شاكلته الدنيا زعيقا وصراخا بأن (الحكومة الطائفية تحارب أهل السنة.).

وحين يتسلل إرهابي بين صفوف المواطنين ويفعل فعلته النكراء بقتل مجموعة من الأبرياء يصرخون (إن الحكومة لاتقوم بواجبها في الحفاظ على أرواح الناس.) وتستمر نظرية البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة على ألسنة هؤلاء الطائفيين. 

لقد حول هذا الشخص كل ظاهرة سلبية أو شجار شخصي يحدثان على الساحة العراقية إلى صراع (سني شيعي) عسى أن يكون له صدى في عواصم عربية ليشتد تدخلها السلبي في الشأن العراقي كما فعل سفير آل سعود ثامر السبهان في العراق. وكان الأحرى بهذا النائب أن يستنكر إساءة هذا السفير في محطة السومرية الفضائية للحشد الشعبي الذي حرر المناطق الغربية من براثن داعش. وتدخله السافر في الشأن العراقي،وتجاوزه على كل الحدود واللياقات الدبلوماسية. وكان حديثه ينم عن نوايا سيئة مبيتة للعراق تعشعش في عقول من يقود هذه المملكة التي احتضنت الإرهاب وصدرته إلى مختلف أنحاء العالم على مدار مئة عام وظل دهاقنة الإستعمار الأمريكي والغربي يغطون عورتها لمصالحهم الإقتصادية. كلما بانت واضحة للعالم،بعد أن كثرت بهائمها البشرية المفخخة التي أنتجتها مدارسها وجامعاتها ولم يسلم العراق من شرور وجرائم تلك البهائم الظلامية.وهم اليوم يهددون هذا البلد العربي أو ذاك بالغزو بعد تدمير اليمن وكأنهم يريدون نشر شريعة الغاب في المنطقة العربية بالأسلحة الأمريكية والغربية. كل هذا لقي إستحسانا وقبولا من لدن الطائفي ظافر العاني ن ويعتبره وفق عقله المريض بأنه ( دفاع عن أهل السنة ) وهو ليس كذلك قطعا. 

ومن المؤلم أن يبلغ الإسفاف بهذا الطائفي ليمدح دولة يقودها أردوغان العثماني الطامع بأرض العراق والذي حرك جندرمته لتتوغل 110 كم داخل العمق العراقي دون علم وموافقة الحكومة العراقية بحجة (محاربة داعش) وداعش تتحرك على بعد مئات الأمتار من حدوده وتتفرج قواته عليها دون أن تفعل شيئا . ويقول عنها ظافر العاني ( إن تركيا دولة جارة لها مواقف مشرفة مع العراق!!!) ولم يستطع العاني أن يقدم دليلا ولو بسيطا على حسن نية هذا الطاغية العثماني نحو العراق. وأما عن إيران التي يعتبرها العاني أسوة بغلاة الطائفيين وصرح بذلك مرارا عبر الفضائيات الطائفية بأنها العدو الرئيسي للعروبة والعرب فقد قال عنها: (إن إيران لم تثبت يوما عن حسن نواياها نحوالعراق.!!!) وهو يعلم تماما إن إيران قد سارعت منذ اللحظات الأولى لصد الغزو الداعشي. ووقفت مع العراق وساندته بكل قوة ولولاها لكانت بغداد لقمة سائغة في أفواه الدواعش. وهي حقيقة لايمكن أن ينكرها ظافر العاني ومن لف لفه. ولا أقول هذا الكلام إنحيازا لإيران بل هي الحقيقة بعينها. أما آل سعود فقد كانوا ينتظرون وأبواقهم الإعلامية فقد كانوا يمنون أنفسهم بأن يحتل الدواعش بغداد باعتبارهم ( ثوار عشائر إنتفضواعلى الظلم والتهميش بحقهم ) كما صرح وزير خارجيتهم المقبورسعود الفيصل وبعض أذناب آل سعود في المنطقة وشتان بين الموقفين المتنقضين تماما.

إن قلب الحقائق لأسباب طائفية يفقد فيها الشخص مصداقيته أمام المجتمع وخاصة الذين انتخبوه وأوصلوه إلى قبة البرلمان. ومن واجبه أن يكون صادقا مع نفسه ومع مجتمعه. ولبث المزيد من البلبلة والقلق بين أوساط الموظفين والمتقاعدين فقد أدعى بأن الدولة على حافة الإفلاس ومن المحتمل قطع رواتب الموظفين في الأشهر القادمة رغم إن رئيس الحكومة قد أكد مرارا إن رواتب الموظفين والمتقاعدين خط أحمر لايمكن تجاوزه رغم الإستقطاع الذي تم من رواتبهم الضئيلة ظلما. وهذه دعوة واضحة صريحة لزرع الرعب والخوف في قلوب الناس وربما لها أبعاد أخرى لتشجيعهم على تهريب العملة الصعبة خارج العراق لتتوقف عجلة الإقتصاد، وتسود حالة من الركود في السوق العراقية.وبالتالي تراكم المشاكل لإضعاف الحكومة أكثر فأكثر عسى أن تفقد السيطرة على الأوضاع الداخلية وتسود الفوضى.

ولم ينس سيادة النائب سد الموصل فحشره في حديثه الطائفي قائلا:
(إن العالم كله مشغول بخطورة إنهيار سد الموصل وآثاره الكارثية إلا الحكومة العراقية فإنها غير مبالية به ) وربما يعتبر ظافر العاني إن سد الموصل (سدا سنيا) ومادامت الحكومة العراقية وميليشياتها (تحارب السنة) حسب تسويقات ظافر العاني وأشباهه فلم يسلم سد الموصل من توجهات الحكومة الطائفية مادام سدا سنيا!!!

وهي دعوة أخرى لزرع الرعب والخوف في قلوب الناس الذين يعيشون على ضفتي نهر دجلة لإحداث حالة نزوح أخرى تزيد الوضع سوءا وآضطرابا.
لقد حول هذا الشخص وأمثاله كل صراع على المكاسب والإمتيازات بينه وبين الطرف الآخر المناقس له إلى صراع (سني شيعي) عسى أن يحقق له خطابه الطائفي بعض المكاسب في الداخل ، ويأتيه دعم من الأنظمة الطائفية التي تذرف دموع التماسيح على سنة العراق من الخارج بعيدا عن مصلحة الوطن والمخاطر التي تهدد كيانه وشعبه.

وأقولها بكل صراحة وصدق وألم يحز في القلب أتمنى أن تعلم الشريحة التي انتخبت هؤلاء الطائفيين الحقيقة المرة وهي حين تستعر النار الطائفية في أرض الوطن لاسامح الله فإنها ستزحف على الأخضر واليابس ولا يجني أحد ما من الشوك العنب. لأن مسعري نار الطائفية إذا رأوا إنها شملت الوطن برمته فإنهم سيهربون إلى الدول التي رعتهم وشجعهم على ذلك ليشفي حكامها غليل حقدهم على شعب العراق. ومن هناك ستتفرج هذه الدمى الطائفية وعلى بعد آلاف الكيلو مترات كيف يحترق الشعب بكافة قومياته ومذاهبه في أتونها المهلك والمدمر لكل شيئ. ولات حين مناص.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك