المقالات

العراقيون ومواجهة الذات.

1794 2016-02-06

للخروج من الأزمة الراهنة للبلاد, يجب علينا مواجهة الحقيقية التي نتجالها بمحض أرادتنا, وهي أننا أوكلنا القيادة الى أناس اغلبهم فاشلون, خذلوا البلاد والعباد, وأننا جميعاً مسؤلون عن هذه الجريمة, التي أرتكبت بحق العراق, وأن نعترف بأخطائنا أذا كنا جادين في تصحيح المسار, وأنقاذ البلاد من أوضاعها الكارثيه.

نحن لم ننسى أربعة عقود من الظلم والطغيان والدمار, التي عاشها العراقيون, في زمن البعث الصدامي, والتي رسخت عقليات دموية ودكتاتورية في رؤس بعض ساستنا. لقد عمت الفوضى بعد أنهيار النظام السابق, حيث أنتشر الأرهاب والفساد والرشوه والمحسوبية, والتي أسس لها النظام ووضع جذورها في المجتمع العراقي, فهل نعتبر هذا واقع ونكتفي, بالنظر اليه, واللطم على الخدود في أنتظار أحد من الخارج لينقذنا مما نحن فيه, ام نلملم ِشتاتنا, وأورقنا, لنضع الخطط المناسبة للأنقاذ أنفسنا.

أمثلة كثيرة للفشل بعد التغير, فالتجربة الليبية, مثال فهل نعتبرها أنموذجا, يقتدى به, فبعد الاطاحة بنظامها الدموي, عمت الفوضى في البلاد, وبدءت التصفيات العرقيه والمذهبية, وأنتشرت تجارة السلاح والرشوة, وغيرها, والعراق يسير بموازة تلك الثوراة الفاشلة, حيث حدث له ماحدث لتلك الدول, بسب بسيط هو عدم الأنصياع لنصائح المرجعية العليا وتولى قيادات فاشلة, الأمور في البلاد, والتي جرت البلاد الى ماوصل اليه اليوم, من تفشي الأرهاب والفساد وضعف الدولة في فرض هيبتها في الشارع, مما جعل المواطن يتنكر لها, ولايستجيب لكل قرارتها.

هناك تجارب حقيقية يمكن الاستفادة منها, حيث بعد كل تغير كل نظام لابد من حدوث بعض الثغرات , لكن لنأخذ (راوندا) مثالاً حيث قادت الحرب الأهلية الى مقتل أكثر من مليون شخص, وأستشرى الفساد فيها بشكل مخيف, ولكن اليوم ينظر اليها المجتمع الدولي بعين الأحترام والتقدير, بعد أن نهضت من محنتها وكبوتها, واعطت القيادة الى أناس بقدرون مصالح شعبهم.

القضية لاتحتاج من أبناء الشعب العراقي, سوى التجرد من الأهواء والتحزب والأنحياز للعراق فقط, فالتجارب الناجحة في العالم, هي الخيار الأمثل رغم صعوبتها ومرارتها,والتزام بتوجيهات المرجعية, التي هي صمام الأمان للعراقيين, والمنقذ لهم من محنتهم في حالة تجردوا من حالة التحزب والطائفية, وأنحازوا للعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك