المقالات

الاتفاق النفطي...حصل ما توقعنا

1473 2016-02-03

قبل سنتين من الآن، كتبت مقال تناولت فيه الاتفاق النفطي بين الإقليم والحكومة الاتحادية، قلت في حينها، أن حكومة الإقليم وقعت في فخ تحالفها التاريخي مع المجلس الأعلى، وعلاقتها التاريخية مع القيادي فيه عادل عبدالمهدي، ذكرنا أن نيجرفان بارزاني ونائبة قباد طالباني، لا يمكنهم التفاوض مع شخصية سياسية واقتصادية مثل عادل عبدالمهدي، بخبرته وتاريخه. 

قلت أيضا أننا قد نترحم على المالكي، عندما تظهر نتائج هذا الاتفاق، بعض الأخوة من الإعلاميين والأصدقاء، اعترض وناقش ما ذكرت، بينهم من يعول على العلاقة التاريخية وآخر على فطنة وذكاء حكومة الإقليم، وحلفائها الداخليين والخارجيين، وان المالكي رجل مأزوم لا يختلف عن صدام، لديه استعداد ليخوض حرب ضد الإقليم، ليكرر مآسي الانفالات المتكررة.

اليوم حيث يعيش الإقليم المأساة الاقتصادية والأمنية، ذكرت بعض المعترضين، كوني بنيت توقعاتي على ما ذكرت أعلاه، إضافة لتشدد وتصلب رئيس إقليم كردستان، الذي يفكر بعقلية الجبل التي لا تصلح للسياسة، اليوم حيث نعيش المأساة التي احد أسبابها الرئيسة الاتفاق النفطي، عندما كنا نستلم النسبة كاملة من المركز، رغم جعجعة خطابات المالكي وأعضاء كتلته، لعدم وجود قاعدة قانونية يمكن أن يستند عليها في الضغط على الإقليم.

كانت القوى الكوردستانية متوحدة خلف حكومة الإقليم في مطالبها، جاءنا عبدالمهدي، تحت ذريعة تصفير الأزمات بين الإقليم والمركز، ليضع قاعدة، لا يمكن للإقليم التنصل منها، ثم قام بثبيتها من خلال البرلمان، ليصوت عليها أعضاء التحالف الكوردستاني، ليلزموا أنفسهم بالدفاع عنها، لذا كان الاتفاق النفطي سبب آخر للخلافات التي تعصف اليوم بين قوى الإقليم السياسية، التي تهدد حتى وجوده، فضلا عن حرمان موظفيه منذ أشهر أربع مضت من الرواتب، لوح بارزاني بورقة الانفصال، لم يسمع من المركز رد، لان هذه الورقة أصبحت محترقة في نظر المركز، الذي كشف حقيقتها، حتى اضطر مسعود لإرسال وفد للحكومة الاتحادية التي أصبحت هي الأقوى، بعد أن غير اتفاق عبدالمهدي الموازين، هذه الحقيقة التي أخفاها عبدالمهدي في تفاوضه وادركناها، دون أن يسمع أو يتنبه احد من نخب كوردستان السياسية. 

السياسة ليس خطابات، وليس لها قلب، لذا التعويل على علاقة تاريخية، أو صداقة سذاجة، نعم هو حليفك وصديقك، لكن تبقى مصالحه أولى من هذه العلاقات، لذا كان المالكي كسياسي أفضل لنا، رغم جعجعته، وأسلوب الأزمات الذي انتهجه في علاقته معنا، على خلاف القائد عبدالمهدي الذي تمكن منا، ووضعنا في زاوية لا يمكننا الخلاص منها. 

بقى على حكومة الإقليم أن تستسلم للحقيقة، وتسحب سلطتها على أبار نفط الإقليم لصالح المركز، وتسلم أنابيب النفط إلى الحكومة الاتحادية، لتستلم حصتها من المركز، لإنقاذ أكثر من مليون عائلة يهددها الجوع، بسبب قطع رواتب موظفي الإقليم، إضافة لرواتب البيشمركة الذي أثر وسيزداد تأثيره مع كل يوم جديد، على معنويات وأداء المقاتلين، الآمر الذي يهدد بجدية الإقليم الذي تقف "داعش" على حدوده، نتمنى أن يرضخ قادة الإقليم لهذه الحقيقة، قبل فوات الأوان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك