المقالات

زهايمر فاقد الشرعية !.

1434 2016-01-20

الزهايمر مرضا شائعا يصيب كبار السن، لكنه نادراً ما يكون الشباب، حيث تنتشر الإصابات بين سن (65) الى (74 ) سنة، وذلك بمعدل شخص واحد من بين كل 25، أما من تجاوزوا الــ 85 من العمر فأن النسبة تصبح أقل، وهذا ما أصاب رئيس إقليم كردستان وجعل منه شخصا يعيش العظمة والتكبر، ولا يعتبر نفسهُ مسؤولا وجزء من دولة معترف بها دولياً، وقد ترتب على تصرفاته أزمة بين الإقليم والمركز في الحكومة العراقية !.

تشكيل الدولة العراقية بعد سقوط نظام البعث، والإتجاه صوب النظام الديمقراطي وهو ما أعترف به النواب الذين يمثلون شريحة القومية الكردية، وهم بالطبع جزء لا يتجزأ من المكونات العراقية التي صادقت على الدستور العراقي الجديد، ويتوجب عليهم الإلتزام به! لكن بعد إستئثار عائلة البارزاني بكل المواقع المهمة، بدأوا إتخاذ منحى آخر مغاير للعملية الديمقراطية، وتصرفوا كما لو كانت ملك موروث! وباقي المواطنين هم خدم لهم، وهذا ما جعل باقي القوى المشاركة تقف منه بالضد !.

الأحداث الاخيرة والتركة الثقيلة من حكومة المالكي ولفترتين إنتخابيتين جعلت من العائلة تستثمر المكتسبات لصالحهم دون الآخرين، مما جعل منهم أغنياء بأموال المواطن الكردي الذي لا حول ولا قوة، وصل بهم الحد التصرف بدون الرجوع لحكومة بغداد، التي سعت وبكل الطرق لحلحلة الأمور وجعلها تسير في المسار الصحيح، لكن العائلة آثرت الا التصرف لوحدها! مما جعل الإقليم يمر بحالة حرجة جداُ، وصلت بعدم دفع رواتب موظفيها، وهذا بالطبع ولد تيار ضد مسعود بارزاني وحزبه .

خول السيد العبادي عادل عبدالمهدي، حلحلة الأمور وجعلها تسير وفق إتفاق يضمن حق حكومة بغداد والاقليم، في خطوة ليس كما حصل بالحكومة السابقة! حيث ضمنت بغداد للإقليم حقهم الدستوري من الميزانية، نسبة السبعة عشر بالمئة من الميزانية الإتحادية، مقابل تصدير الإقليم مقدار معين يصل لحد خمسمائة وخمسون الف برميل من نفط الإقليم وكركوك معاً، وعلى هذا الأساس تم الإتفاق والتوقيع في بروتوكول حكومي نهائي غير قابل للنقاش، لكن مسعود بارزاني لم يرق له الامر !.

بما أن الاتفاق ساري المفعول، فإن حكومة بغداد غير ملزمة بدفع حصة إقليم كردستان من الميزانية الإتحادية، لان النفط المُصَدّر يذهب الى جهة معلومة، وعلى حكومة الإقليم أن تأخذ على عاتقها أمر هذه العائلة، التي لم يرى مواطنوها منها سوى الأزمات المتكررة، التي يعتاش عليها سراق المال العام بطرق ملتوية كثيرة، وتهريب النفط عبر وسائل خبيثة، جعل منها عائلة منبوذة تحلم ببناء دولة غير مرغوب بها بالمنطقة، لأنها ستؤدي لخلق مشاكل مع دول الجوار !.

المواطن العراقي في إقليم كردستان بدأ يلمس من خلال المعطيات، أن مسعود بارزاني وحزبه وبفعل الأزمات المتكررة التي إفتعلها مع حكومة المركز، مع الامن المستتب جعله في مأمن من الإرهاب، وبدأ يفرض شروطه من غير وجه حق! والعلاقات المشبوهة مع إسرائيل وتركيا وغيرها من الدول التي لا تريد لنا خيراً، جعلته شخصاً غير مرغوب فيه! لا سيما ملل الأحزاب الشريكة له في العملية السياسية، فإما أن تعطوني منصب حكومة الإقليم وإما تخريب العملية السياسية !.

السلطة اليوم بيد الشعب الكردي العراقي الأصيل، بإيقاف الهيمنة البارزانية على مقدرات الإقليم وإعطاء رأيه من خلال الإنتخابات التي يجب أن تجرى تحت أعين المنظمات العالمية، لإيقاف التزوير الذي يحصل كما حصل في الدورة السابقة، وأمر تجديد الولاية من خلال الضغط الذي يلوح به في تخريب العملية السياسية يجب أن ينتهي، وبما أن العملية ديمقراطية عليه الإلتزام والتنحي عن المنصب، الذي جلس عليه سنين طوال! ومراجعة الأطباء للتخلص من مرض الزهايمر المسيطر عليه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك