المقالات

كيف نستمطر الرحمة الإلهية؟

1525 2016-01-17

كثير منا بل كلنا؛ له من المشاكل ما تؤرقه وتزعجه وتقضي عليه مضجعه، فمنا من إبتلى بدين، أو بمشكلة عائلية، أو إبتلى بصحته، فضلا عن البلاء الكبير وهو الوطن، وكيف نرى وطننا قد أنهشته زمرة إرهابية فاسدة، إستنزفت كل موارده، وكل هذه البلايا تحتاج الى رحمة إلهية، لنتخلص منها، فالسؤال يأتي كيف نستمطر الرحمة الإلهية؟ لتنقذنا من غياهب تلك البلايا والمشاكل.

القرآن الكريم يجيب على كل تساؤلاتنا، إذ يقول جل وعلا ((إذا قرئ القرآن فإستمعوا له، وأنصتوا لعلكم ترحمون)), فكثير منا غافل عن الرحمة الموجودة بباطن هذه الآية المباركة، جميعنا يستمع للقرآن الكريم، فهل ننصت له وتنشد قلوبنا مع تلاوته؟ فعدم الإنصات سبباً رئيسياً؛ من أسباب سلب الرحمة الإلهية عن الانسان.

الإنصات يفسره اللغويون: إنه إستماع وسكوت، وبذلك تآمرنا الآية أنفة الذكر، أن نستمع ونسكت، وأن لا نستمع ونحن مشغولي البال، وأفكارنا شاردة وبعيدة عما نسمعه، ومشغولة بالسوق والتجارة وما شابهها من الامور، التي تشغل الفكر الانساني. لو حضرنا في محضر شخص عظيم، وكان يتكلم معنا ولدينا عنده حاجة، فهل إذا رآنا شاردي الذهن مشغولين بالفكر عنه يقضي حاجتنا؟ كلا، فهذه تعتبر إهانة لذلك العظيم، وقد يكون عظيما معنويا كمرجع تقليد مثلا، لكن ماذا لو كان العظيم هو الخالق والبارئ؟.

كيف ننتظر الرحمة الإلهية وقد ملئت الرفوف بكتب القرآن الكريم؟ دون قراءة يعلوها الغبار، يٌنقل أن رجلا ملتزما بقراءة القرآن، وبعد برهة من الزمن وجدوه قد ظل، وبعد إلحاح من قريبين له عن السبب؛ قال إنه في موسم الحج قد إستبدل قرأنه بديوان يزيد! بعدما جبره صاحب بسطة الكتب، ومنذ ذلك الحين سلب منه التوفيق الإلهي، فعندما يقرأ القرآن ونحن نٌشرق ونٌغرب شاردي الذهن، فما الفرق بيننا وبين ذاك المخذول إذا؟.

خلاصة القول: لا يأتي إستمطار الرحمة الإلهية والعطاء الرباني، إلا حين نناجي بارئنا بصدق وبقلب خال من الامور الدنيوية الزائلة، لنحظى بحل مشاكلنا وإنقاذ وطننا من مرتزقة الفساد وزبانية الإرهاب، وبذلك حصلنا على توفيق إلهي ورفعنا الغبار، الذي علا مصاحفنا بفعل الحركات الإرهابية المتطرفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك