المقالات

سطور في الفساد

1585 2016-01-12

الفساد لا ينشأ من تلقاء نفسه ، بل يوجد حيث يوجد المفسدون ، ولا يمكن أن ينجو منه أحد في دائرة تأثيره ، ولا يمكن لأي إصلاح جدي أن يتم في وجوده ....وقضية محاربته مطروحة وبإلحاح شديد منذ أمد بعيد ...ومع ذلك فوتيرته لم تتناقص ، بل ارتفعت درجته واتسعت رقعته ..وطوق نفسه بمناخ من أوجه الفساد الصغيرة.. التي أوقعت أناسا من مستويات أدنى، واستطاعت البيروقراطية الفاسدة أن تبقي عليه نهجا ومذهبا.. بل واصبح نمطا معيشيا نحيا فيه ...لأنه حين يتعمم الفساد لا يعود بوسع أحد أن يتحدث عنه أو الإعتراض عليه.. طالما أن دائرته اتسعت فشملت شبكة واسعة.. من مصلحتها غض النظر أو السكوت عما يدور،

إذ يلجأ المفسدون إلى إشاعة نهجهم الخاص على أوسع نطاق ممكن بين ضعاف النفوس، بحيث لا يعود بوسع أي أحد الاعتراض أو الاحتجاج ضده ..عملا بالقاعدة القائلة أنه إذا اراد الفاسد حماية نفسه فإن عليه أن يفسد سواه أيضا ، فما أن يعم الفساد و يتورط فيه الكل.. حتى تتكون آلية تضامنية تلقائية بين المفسدين يتستر فيها الكل على الكل..فلا ترى، بعدها، من هم عناصر الفساد أو الفساد نفسه ..وبذلك لا يصبح امر الفساد منحصرا في بضعة أشخاص فاسدين.. إنما يتحول إلى منهج متكامل يوفر أصحابه البيئة المناسبة لتعميمه وتحويله إلى وضع أليف ..يصبح معها مجرد النقاش حول الفساد ضرب من العبث ..حينها يفقد الفرد قدرته على المقاومة بالتدريج ، وتعلو لديه نوازع الأنانية ، ويتخلى عن مبادئه وقيمه كما يتخلى عن إحترامه للقانون والنظام ..ثم ينتهي به الحال إلى التخلي عن إنسانيته وإحترامه لذاته وللآخرين ، وأى خطوات لمحاربته تبقى مجرد احاديث ..تجعلنا سعداء حين نسمع أو نقرأ انه جرى ضبط بعض بؤر الفساد...

وان إجراءات ستتخذ ضد من يثبت تورطهم فيها، ونكون أكثر سعادة حين نقرأ أو نسمع أن لا أحد من الفاسدين سيكون محميا من المحاسبة ، لكن كثيراً ما يجري تقديم أكباش فداء غالبا ما يكون أصحابها في دائرة الحلقات الأضعف ... أو من الذين انتهت صلاحية استعمالهم، ويقدم الأمر على أنه حملة لمكافحة الفساد... والتي تنتهى بالتهليل والتصفيق ... وتعود كل حليمة إلى عاداتها القديمة راضية مرضية ولا خوف عليها ولا هي تحزن. فيما الأمر أبعد ما يكون عن ذلك......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك