المقالات

إعدام الشيخ الشهيد النمر لن يمر بسلام على حكام الجريمة والغدر والظلام. -2

2439 2016-01-08

إن إعدام الشيخ الشهيد باقر النمر لايختلف في مضمونه عن إعدام المفكر محمد باقر الصدر على يد النظام الصدامي الدموي الذي ذهب إلى الجحيم ، وإن آل سعود بجريمتهم هذه لم ولم ينعموا بالسعادة والحبور والأمان بعد اليوم على ماآرتكبته وترتكبه أياديهم الآثمة مهما اتبعوا من أساليب البطش، وشراء الضمائر الفاسدة بقوة المال. وقد أثبت الواقع إن الأفعى الداعشية تملك رأسين رأس يمثله أبو بكر البغدادي والرأس الآخر يمثله ملك آل سعود الجديد سلمان وكلا الرأسين يسخران آيات القرآن والأحاديث النبوية لتبرير مايرتكبانه من جرائم شنيعة بحق الإنسانية. 

ولا يمكن لأي إنسان في هذا العالم يحترم حقوق أخيه الإنسان أن يبقى صامتا إزاء هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها وترتكبها هذه الأفعى الداعشية.
لقد دخل الشهيد المناضل نمر باقر النمر التأريخ من أوسع أبوابه، وسيبقى أسمه لامعا في ذاكرة الأحرار والشرفاء بنيله هذه الشهادة المباركة لأنه كان المثال الحي في الإحتجاج على الظلم والظالمين الذين اعتبروا التربع على كراسي الحكم حقا شرعيا لهم ولهم الحق في إرتكاب أبشع الجرائم وأكثرها إنحطاطا دون أن يحاسبهم قانون حقيقي. وقد آن الأوان لتقديمهم إلى محاكم دولية لسجلهم الإجرامي الطويل الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان منذ أن أوجدوا مملكتهم بالقوة والبطش على جماجم البشر ودعمتها قوى الاستكبار العالمي لمصالح إقتصادية بحتة. وهاهم يرتكبون أبشع الجرائم في اليمن وسوريا والعراق مقابل صمت رهيب . 

لقد إشترى النظام السعودي أسلحة تقدر ب60 مليار دولار خلال السنتين الأخيرتين ولم يستطع باستعمال هذه الأسلحة المدمرة منذ أكثر من عشرة أشهرعلى كسر شوكة شعب اليمن الفقير. وصار فشله في سوريا واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار. وبجريمته الوحشية التي أقدم عليها بإعدام الشيخ الشهيد النمر هو هروب إلى الأمام ، وتخبط بعد أن ركبوا رؤوسهم، وسيطرت على عقولهم المريضة المتغطرسة عناصر القوة الفارغة . وما دروا إنهم بسياساتهم التصعيدية المتهورة هذه ينتقلون من حفرة إلى حفرة أوسع وأعمق. وإن قتل الشهيد النمر التي وصفها وعاظ هذا النظام الجاهلي بأنه ( رحمة للعباد ) سيتحول إلى نقمة تطيح بهذه الرؤوس العفنة التي تتبجح بـ ( القوة والإقتدار ) على الطريقة الصدامية. وإن مطالبة النظام السعودي العالم ( أن يحتفل معه ) في جرائمه أمر يدعو إلى الرثاء لما وصلوا إليه من إهانة واستخفاف شديدين بالرأي العام العالمي وبالكرامة الإنسانية. 

لقد أدت جريمة إعدام الشهيد النمرإلى احتجاجات واسعة في العالم وقد اتهمت منظمة العفو الدولية السعودية بـ (تصفية حسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب) فيما أدانت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر.واعتبر مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط فيليب لوثر (أن السعودية تصفي حسابات سياسية )

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان (إن الحالة الخاصة للشيخ نمر النمر تثير قلقا بالغا حيال حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية والتي ينبغي أن تصان في كل الحالات، بما في ذلك إطار مكافحة الإرهاب. وأن من شأن هذه الحالة أن تزيد من إشعال التوتر الطائفي الذي يوقع أصلا أضرارا كبيرة في المنطقة ).

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (إنه شعربفزع شديد بسبب إعدام رجل دين شيعي بارز.) 

وقال متحدث باسم بان في بيان (إن الشيخ النمر وعددا من السجناء الآخرين الذين أُعدموا أدينوا بعد محاكمات أثارت قلقا عميقا بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية.)

و قالت منظمة هيومن رايتس ووتش (إن الحكم بالإعدام على رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر من قبل محكمة سعودية أمس يقوم على اتهامات غامضة مبنية على انتقادات سلمية وجهها للمسؤولين في السعودية.)

وكتبت صحيفة صانداي تايمز البريطانية مقالا تحت صورة ملك السعودية الجديد بعنوان:(هل سيدمر هذا الملك بيت آل سعود )؟

هذا غيض من فيض لهذه الإحتجاجات العالمية .ولم يبق لي إلا أن أقول في نهاية مقالي:

إن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي الظلامي تدل دلالة واضحة على رعبه من الكلمة الصادقة ، وعن هزاله وتهافته وشعوره بالنقص والهزيمة وإن العد العكسي بدأ لكي يسقط في مزبلة التأريخ.ولم يعد في جعبته الخاوية شيئ سوى بث روح الحقد والطائفية والكراهية في منطقة الشرق الأوسط معتقدا إن هذا البوق الصدئ سيطيل من عمره . لكن حسابات الطغاة تكون دائما مغلوطة على مر التأريخ. وجريمة إعدام الشيخ الشهيد نمر باقر النمر لن تمر بسلام على حكام الجريمة والغدر والظلام.
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك