المقالات

بليغ والصيادي..والبرزخ الذي لم يبغيانه!!!

2246 18:10:36 2015-11-26

بليغ والصيادي:هما إسما علم، يشير كل منهما إلى موقف، وفكرة، ورأي، قبل أن يشيرا إلى شخوص أو رموز أو توجهات، وبتجرد أقول.
عجزتُ وأنا أحاول جهدي مقارنةً بينهما، وأُسقط في يدي أن ألحظ مقاربة فيهما.. سوى إن يكونا إناءين قد إمتلئا حد الفيض، ونضحا حد الغيض، فكان فيض أولهما: بلاغةً، ووطنيةً، وشرفاً، وإيثاراً، ودعوةً لحقٍ طالما غابَ عن ضمائرِ الفاسدين، وهدفيةٍ شريفةٍ لبناء وطن.

فيما نضح ثانيهما: لصوصيةً، وخسةً، وغدراً، وتطاولاً فاضحاً على كل حقٍ، وشذوذاً واضحاً عن سبيل لكل صدق. فكان من البديهي أن يكون بينهما برزخا من النفور، فهذا عذب فرات، وذلك ملح أجاج( فكل إناء بالذي فيه ينضح).

حاضر الإثنان، كما تأريخهما، فإنهما يميلان إلى التوازي منهما إلى أن يتقاطعا، إذ ليس من قواسم مشتركة، ولا صفات متشابهة، ولا طباع متطابقة.
الحاضر يشهد لبليغ، بالنبوغ، وللآخر بالسطحية، ويقر له بالتفوق، ولخصمه بضحالة الفكر، ولأبو كلل بالوطنية، وللصيادي بالمصلحية، ولهذا بالثبات والمبدئية، ولذاك بالتأرجح والزئبقية، فلا مندوحة عن خلاف طباعهما، ولا دلالة على تشابه سجاياهما.

كان قد أعطى كل منهما ما لديه، فقد أعطى أبو كلل: شهامةً وفروسيةً ونبلاً، فيما أعطى الصيادي: خيانةً ولصوصيةً وغدراً، ولم يكن بمقدور كليهما إلا أن يعطيا ما أعطوا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

دخل كل منهما متسلحاً، نعم، فليس بمقدور أحد أن يجترأ على إنكار ذلك، إذ كان السلاح الأقوى في حوزة أبو كلل، وهو: أحقية الكلمة، وبلوغ الحجة، وسداد الرأي، وشرفية المرجع والإنتماء، فيما كان السلاح الأسرع لدى خصمه الصيادي، وهو: الصوت العالي، والطبل الأجوف، ورماة مرتزقة، وتبعية لقيادة قد عاثت ظلماً وجوراً وفساداً.

لذلك لم يكن بالإمكان غير الذي كان من بليغ، والذي كان من النائب الصيادي، كونه لا يعدو أن يكون صراع مبادئ، ونزاع خلق، ومزاحمة وجود، وإمتداداً أزلياً لمعركة الحق مع الباطل الزهوق دائماً وأبداً. 

عندما تقف كلمة الحق بوجه الرصاص، فإنك تسمع لها دوياً، يعلوا على أزير إنطلاقه، وتأخذ لها حيزاً أبعد من حدود غدره، وشذوذ آفاقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك