المقالات

ضحك السفهاء في جنازة العظماء

2339 2015-11-09

أثارت وفاة الدكتور احمد الجلبي عاصفة كبيرة؛ بين الأوساط السياسية والإجتماعية، حيث عدها بعضنا وفاة طبيعية وأمراً إلاهي، قد يطال كل مخلوق على وجه الأرض؛ بالرغم من إننا بأمس الحاجة إلى مثل هكذا عقول إقتصادية وطنية، في ظل هذه الأزمة المالية التي ضربت المنطقة، وتراجع أسعار البترول بشكل كبير، لا سيما وان الجلبي ذا عقلية إقتصادية وسياسية كبيرة؛ ويتمتع بعلاقات وأسعه وبمقبولية عند معظم الكتل السياسية العراقية. 
فقد إنطلق الدكتور احمد الجلبي منذ نعومة أظفاره؛ بقضية وطن وشعب ورفع راية الإطاحة بذلك النظام القمعي، حتى التقى مشروعة بمشروع السيد محمد باقر الحكيم( قدس)، وأصبحا مشروعاً واحداً وهو إنقاذ الشعب العراقي؛ من قبضة الحكم البعثي الذي أعدم العلماء والمفكرين والاساتذة، وفي مقدمتهم 70 من عائلة ال الحكيم، وهجر ال الجلبي وصادر أرضهم وممتلكاتهم في العاصمة بغداد، ومحافظة الديوانية وبعض المدن الأخرى. 

إن اية الله محمد باقر الحكيم( قدس)، وضعه العام لا يسمح له أن يفاتح الدول الأوربية العظمى، مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا ويشرح لهم ما يجرى على الشعب العراقي، وتعرية ذلك النظام الإرهابي أمام الحكومات والانظمة، التي كانت تدعم حكومة البعث؛ كونه مرجع ديني وهندامه إسلامي، ولباسه كلباس الصالحين وأهل البيت( عليهم السلام)؛ وربما الجانب الأوربي لا يتفاعل معه بشكل جاد، كون هذه الدول لديها عداء كبير مع الجانب الايراني، وهو معارض في ايران. 

حيث أوكلت هذه المهمة إلى الدكتور احمد الجلبي؛ كونه درس في عدة جامعات عربية واوربية، وأخرها جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، التي حصل منها على درجة الاستاذية في الرياضيات، وبذلك أصبح له علاقة وأسعه وقنوات إتصال مع الاساتذة، وكبار المسؤولين في الكونغرس الامريكي؛ حيث أستطاع أن يستثمر هذه العلاقة لفضح النظام البعثي، وأيصال مظلومية الشعب العراقي، وأخرها مؤتمر في منتجع صلاح الدين، الذي رفع فيه صور أطفال ميتين بسبب بطش النظام، ونقص الغذاء والدواء. 

هذا الدور الذي لعبة المغفور له الدكتور احمد الجلبي؛ مع السيد محمد باقر الحكيم( قدس)، وأطاحوا باعتا دكتاتورية عرفها التاريخ، وأنتشلوا الشعب العراقي من برك البعث الأسنة؛ هذه الامور قد لا يفهمها من كان مشغولاً بجمع التبرعات، ومتسكعاً على أرصفة المنظمات الإنسانية، ولا يتسع عقلة ما فعلة هؤلاء الأحرار، فاصبح مشككاً ومتهماً ومبتسماً وشامةً بقضاء الله وقدرة، فالأول أستشهد في أحضان أسد الله الغالب، وأصبح مقامة يناطح السماء علواً وشموخاً وفخراً. 

أما الثاني رقد في حضرة راهب ال محمد( عليه السلام)، المسموم المظلوم والمغيب في طوامير السجون؛ من أسلاف البعث والمعاندين والهمج الرعاع، الذين ينعقون خلف كل ناعق، ويبدو إن كلا منهما أختار موقعة الشهيد مع الشهيد؛ والمظلوم مع المظلوم، وهذا الأمر لم يكن محض صدفة، وإنما قال النبي الكريم إن المرء يحشر مع من يحب" فطوبى لكم بمن أحببتم"، وللسفهاء والمعاندين والبعثيين مع من أحبوا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك