المقالات

نحن مرضى بالانترنت

1189 2015-10-23

معظم الإمراض العادية تشفى وتزول نهائيا بالعلاج الطبي التقليدي أو بطب الإعشاب , بل إن الكثير منها يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه ومن غير حاجة إلى مراجعة الطبيب الاختصاص , وما الطبيب في هذه الحالة إلا عامل معجل بالشفاء , إما الإمراض المزمنة ومن أمثالها ضغط الدم والربو المزمن والسكر في الدم وضعف الذاكرة فلا بد فيها من تدخل الطبيب بل التعاون التام بين المريض والطبيب على حد سوا, على الرغم من ظهور أطباء أو أشباه الأطباء يعالجون المريض عن بعد بقراءة المعوذات والنصائح السحرية , وما أكثرهم في فضائياتنا العربية.

فالطبيب يتقصى أسباب المرض ومصدره ويصف العلاج المناسب , فان لم يهتدي إلى العلة قد يلجا إلى المسكنات أو إلى الفيتامينات وعلى المريض إن يطيع أمر الطبيب ويراعي النظام والدقة في طعامه وشرابه وفي عمله وأوجه نشاطه , وان كثير من هذه الإمراض تشفى وتزول نهائيا أو تصل إلى حالة قريبة من الشفاء متى أطاع المريض تعليمات طبيبه بكل دقة.

والقاعدة العامة تقول : إن أكثرية الإمراض المستعصية يمكن شفائها والنادر منها هو الذي يستعص على العلاج .. هنا يأتي عالم الأجهزة الجديدة , إذ ستهيمن تطبيقات الصحة واللياقة على حركة الأجهزة القابلة للارتداد أمثال ( الساعة الذكية ونظارة غوغل كلاس ) والتي تعتبر تحول كبير في علاقة الإنسان بأجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت .

ونحن اليوم نعاني من مرض جديد مزمن قد لا تخلو عائلة منه , وربما مصابة به أكثر من ثلثي البشرية .. هذا المرض الجديد الذي أتت به ثورة الاتصالات الرقمية هو - الإدمان على الانترنت - ... على الرغم من إننا لحد ألان لم نجد علاج فعال للإدمان على السكائر والمخدرات والمشروبات الكحولية المنتشرة في بعض مجتمعاتنا , يأتي هذا المرض الجديد ليدخل بيوتنا تحت مظلة العولمة والتطور ألمعلوماتي ليٌكون لنا علاقات مع الآخرين اغلبها مشبوهة سواء للرجل أو المرأة ,

وليفتح لنا باب المواقع الاجتماعية ومشاهدة الأفلام بحسناتها وسيئاتها, فمن يكتشف لنا علاج فعال لهذا المرض الاجتماعي ؟ ومن يحد من مخاطره على الأسرة والمجتمع ؟ ولماذا لا يٌدرس في مدارسنا المغرقة مناهجها بتاريخ الحروب والغزوات والشعر الجاهلي ؟وأخيراً أن من يعتقد الشفاء السريع من الإدمان على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعية فهو على وهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك