المقالات

الكلمة الطيبة..ومنطق سياسي الليل والنهار

1272 2015-10-12

يبدو إننا فقدنا في هذا العصر ميزان الكلمة الطيبة صدقة ولا نفكر بها قبل إخراج الكلام على هواه وخاصة أن ديننا مليء بخاصية الطيب من القول الراقي والمعبر.وفي أدبيات مجلس النواب والبعض الذي يظهر في فضائيات محددة يكون التخاطب غير المهذب هو السائد بين المتناظرين والخلاف ينسف كل المقومات الأساسية ..الدين والوطن والتاريخ المشترك !!ويصل الأمر أحيانا إلى بذأة وألفاظ تصدمك ..في وقت وطن يريد أن يقف ..ونحن متعبون
الامام علي {ع} أتحفنا بقول [يا ليت رقبتي كرقبة البعير] ليخرج الكلام على تمهل وبطء لصورة واضحة لتكثيف أدب الإجابة والمحادثة وزيادة في عصر الكلمات لترسيخ أعمق لخلق ما جاء به وعمل على نشره الإسلام ..لماذا نغلق الابواب على كل ما نريد دون النظر الى الآخرين وتسارع الحياة ومتقلباتها ومتطلباتها ..وهذا ما حدث في بلدي ولا يزال أكثر عقد من الزمن في الانتظار لينقض البعض على الآخر اختلط فيه الحابل بالنابل ..والآذان مغلقة.. التهميش .. المشاركة المحاصصة ..العيون فقط مفتوحة على نهب الاموال ..وبالتالي لا يهم ضياع البلد وتشريد الناس ..الآذان فيها وقر والعيون مقفلة الا من اتساعها على المنصب والمال والجاه لمن لا جاه له ومتعة الحياة وهي زائلة..ولكن عندما يفتت العراق لا نعرف المتعة ولا السعادة !! عقول مقفلة على من ؟ ومن أين نجد الحــــــــــل ؟ .. الأمور تتغير والأحداث تتسارع ونحن واقفون بل نرجع خطوات ثقيلة الى الوراء والأذهان غير قادرة على استيعاب التقلبات والتطورات ولجئنا الى آلية المستحيل بغير إرادتنا وأصبح تغيير القناعات والمعتقدات أشبه بالمستحيلة .

ما نحتاجه بلد منتصر على الدواعش {الحاضنة } وتغيير عقيدة {النواصب }الوهابية وشعب ملتم خلف الجيش والحشد الذين سيكتب الله على أيديهم زوال العدى لأنهم يذودون عن حمى الوطن والدين ..ويلقون بأنفسهم في ساحات الموت ليحيا غيرهم ..اضطررنا الى خوض تجربة توافقية وخرجنا منها خاسرين صعبها من أراد تكبيل يدين الحكومة بدعوى المعارضة والمشاركة في القرار ففسد علينا تحقيق حلم العراق الجديد وقبر ماضي نظام الاستبداد الذي يتعلق بحباله بعض من نواب البرلمان وجهات الغير مستعدة لتسهيل عملية بناء ديمقراطي لا ينال رضا دول الجوار !! وهكذا واجهنا وضعا صعبا بدل البناء والتنمية ..الهدم والاستنزاف والإلهاء بفتح جرح الإرهاب والدواعش ...والمسألة الكردية التي استرزق منها الكثير وحلب منها الكثير واستقوى بها الكثير وابتزنا الكثير ..فكلما أطفئت نار اندلعت أخرى !!

الطريق قطعا لم يكون سهلا وتعزيز الايجابيات في وجدان الناس ومحو الصورة القديمة لنظام الحروب والويلات لا يرتبط بالمحيط العربي قدر ارتباطه بالشعب العراقي الذي يحيا اوقات مأزومة بالوقوف في وجه التشدد والتطرف وعبأ سياسة الرجلين أو النهار والليل التي تشاطر وتناغم القوى الإقليمية بحجة المذهبية ..مما كلف وسيكلف البلد وأهله الكثير من الضحايا والمال والوقت وهدر الطاقات ..وحتى إلى تمزيقه وتشظيته حيث لا يفيد تفريك الراحة والندم ..ونقول لهم قتلتم وطن !!
الكلمة الطيبة ..ومنطق سياسي الليل والنهار

خالد القيسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك