المقالات

اصلاحات العبادي .. مَطر صيف

2597 22:28:59 2015-09-18

أعتقد أن الإصلاحات التي إطلاقها العبادي تنطبق عليها أغنية المطرب العراقي ( فؤاد سالم ) ( حجيك مطر صيف مابلل اليمشون ) . إن لا فائدة ترتجى من مطر الصيف في الحياة عدا أسمه مطر ، فلا تستفيد منه الأرض ولا ينبتها مهما هطل ، فهو يختلف اختلافا كليا عن مطر الشتاء والربيع حيث تنبت الأرض وتخضر من تلقاء نفسها ، ويكون للمطر وقع عليها وعلى ساكنيها .

أن مطر الصيف لا يرجى منه الخير ، كذلك حزمة الإصلاحات التي أطلقها العبادي لا يرجى منها الخير لهذا البلد ، الذي أنهكه جفاف الفاسدين والفاشلين ، فلا نرى من تلك الإصلاحات التي مر عليها أكثر من شهرين أي تأثير على الواقع العراقي المتردي ، فالوضع على حاله كما يقولون ، ومهما أطلق العبادي من حزمة إصلاحات ما لم تكن لها تأثير على ارض الواقع ، فان تلك الإصلاحات مثل مطر الصيف .

لقد كان الشعب ينتظر من العبادي المدعوم شعبيا ومرجعيا أن يطلق حزمة إصلاحات لها التأثير والصدى المؤثر على واقع الشعب العراقي في مجالات الخدمات والأمن ومحاربة الفساد والفاسدين ، وتغيير الفاشلين ، والابتعاد عن المحاصصة والتوافقات السياسية والتوازن العرقي والطائفي ، ولكن العبادي لحد هذه اللحظة ( يحوك في المسدر ) لا يعرف الشعب متى ينتهي من أطلاق إصلاحاته وتطبيقها ، ليلمس الشعب مدى تأثيرها على واقعه وتحسنه ، لا إن تكون فقط تخدير لتلك الجماهير الغاضبة التي ملئت الشوارع في كل جمعة في جميع محافظات العراق تطالب بإصلاحات حقيقية كمطر الشتاء والربيع ذات التأثير المباشر على الأرض ونباتها وساكنيها .

هل يستطيع العبادي الذي نجده مكتوفي الأيدي من قبل بعض الكتل السياسية التي تضررت من وراء تلك الإصلاحات ، أن يطلق يديه ويجعل يمناه المرجعية الدينية ويسراه الشعب ويضرب بقوة من حديد كل من لا يريد أن ينفذ تلك الإصلاحات ، ويعتبر كل من يقف إمام تلك الإصلاحات بالضد من الشعب ، ويعلن للشعب أسماء تلك الكتل السياسية التي تعرقل تنفيذ تلك الإصلاحات ليعرف الشعب ويتخذ موقف منها ، لا أن يلمح فقط في الإعلام ويقول أن بعض الكتل السياسية تحاول عرقلة تنفيذ الإصلاحات . بالتأكيد هذا وارد لان مصالحها تضررت وهدفها هو اللجوء الى عرقلة التنفيذ ، ولكن عليك أيها العبادي أن تعلن أمام الرأي العام الشعبي تلك الكتل التي تعرقل ، وسوف تجد الشعب والمرجعية من يتصدى لتلك الكتل السياسية الفاسدة والفاشلة التي عاشت على دماء وخيرات الشعب العراقي . 

أن الفساد والفاسدين والفاشلين بحاجة إلى قرارات قوية التأثير والوقع ، فعندما تضرب الرؤوس الكبيرة الفاسدة فأن صغير الفاسدين سوف يهزم بالتأكيد ، فالضرب بقوة بحاجة رجال أقوياء ، وبحاجة إلى قرارات قوية ، وبحاجة إلى تنفيذ فعلي ، فأن كنت قادر أيها العبادي على ذلك فتوكل على الله ، وجعل فعلك كتأثير مطر الشتاء ذي وقع على قلوب العراقيين ، ولا تجعل فعلك واصلاحاتك كمطر الصيف مهما كثر لا يبل الفاسدين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك