المقالات

الهجرة إلى أحضان الغانيات

1685 2015-09-16


ربما تأخرت وطراً على أن أكتب عن هجرة الشباب؛ إلى أوربا من المنطقة العربية لا سيما من العراق وسوريا، وهذه الهجرة بهذه الطريقة المخيفة التي وفرت لهم كافة التسهيلات، وفتحت لهم الحدود وتباكى عليهم رؤساء الدول؛ الضالعة بالتدخل السافر بشؤون البلدان العربية، ومتهمة بتصدير الإرهاب للمنطقة وجعلها ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، وتصفيت الحسابات مع بعض الدول في المنطقة. 

العراق يعد في مقدمة دول العالم بأن شعبه شعباً شبابياً، نتيجة الحروب التي مر بها والمشاكل السياسية والإقتصادية، ومشاكل عشائرية وقبلية؛ ولا شك تقع كل هذه الأمور على الفئة العمرية الأولى، وهي بدورها تكون المتصدية للأحداث التي يتعرض لها البلد من الخارج، وتتحمل المشاكل الداخلية والأخطاء السياسية؛ وجور الحكام الدكتاتورية التي صب جام غضبها على هؤلاء. 

البلد الذي يكون شعبة أغلبية شبابية يعد من الدول المتقدمة والمتجددة؛ وفي مقدمة البلدان التي تمتاز بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا، وعولمة الشبكات العنكبوتية كونها ترتكز على طاقات شابة، وعقول قد ترتقي بالعلم والمعرفة وتنسجم مع التقدم الثقافي والسياسي والإقتصادي؛ والتطور العمراني بعقول متجدده ومنفتحة للمستقبل، لا سيما وان الشباب هم ثروة البلد بحد ذاتها. 

الدول الأوربية التي غادرها شبح الحروب منذ أمد بعيد؛ وفي مقدمتهم بريطانيا تعاني من شيخوخة شعبها وهرم عقولها، لا سيما وان هناك إستبيان للمنظمات المعنية بهذا الشأن، إن الصين وأروبا في العقود المقبلة وبعد تحديد النسل تصبح كأرض جرداء؛ لا تقوى على تسيير شؤونها الداخلية ولا تتقدم على كافة الاصعدة، فلذلك أدركوا هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد مستقبل أوربا مستقبلاً. 

فتحت الأبواب الأوربية للشباب العربي الغاضب، وفي مقدمتهم السوريين والعراقيين الذين إشتعلت بلدانهم بالطائفية؛ والحروب العشوائية وإستقطاب العقول، التي لم تجد لها مساحة كافية لتعبر عما تريد، حيث أصبحت المساحة الأوربية محط رحالهم التي شربت ميركل" كاس النبيذ وأسكبت دموع الفرح" على نجاح مشروعها الذي أعدت له منذ عقود، لتصبح ميركل سيدة نساء العالم عند" العربان". 

إن اليد التي أدخلت" العربان" في صراع داخلي؛ وجعلت بلداننا لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، هي نفسها التي هجرت الشباب تحت لافتة إحترام الإنسان وإسترداد الحقوق؛ وإغرائهم بمصطلح الحرية وحقوق الإنسان، وفتح لهم أبوب الغانيات وعاهرات أوربا؛ تحت مفهوم إن هؤلاء يعانون من حالات نفسية، نتيجة الأحداث الإرهابية الجارية في بلدانهم، وبذلك أصبحت أوربا تعطي بيد وتأخذ بالأخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك