المقالات

الإنتقال من الفساد الأكبر الى الجهاد الأصغر!

1558 03:05:06 2015-09-11



تحاول عدد من رؤوس الفساد الكبيرة التي استباحت الدولة العراقية طوال السنوات الثمان الماضية, أن تغطّي على عار فسادها, وفساد ابنائها, عبر ركوب موجة الحشد الشعبي وإدعاءات الدفاع عن الوطن والمقاومة. إدعاءات لا تنطلي الا على السذّج ولاتهدف الا الى تحقيق مكاسب ومنافع سياسية.

فمن سرق المليارات من اموال الدولة العراقية ووزعها على أبنائه وصحبه عبر العقود الوهمية والشركات الورقية, هو آخر من يفكر بالدفاع عن الوطن. فأمثال هؤلاء الدجالين هم من اوصلوا البلاد الى ماوصلت اليه من تردّي ودمار وفساد. ولذا فلايعقل أن هؤلاء المجرمين الذين خانوا الأمانة طوال سنوات حكمهم, أن يتحولوا بين ليلة وضحاها الى امناء مدافعين عن الوطن.

لكنهم يسخرون الملايين من الHموال التي سرقوها للترويج لبطولاتهم الوهمية الكاذبة في جبهات القتال مع تنظيم داعش الإرهابي, الذي ما كانت لتقوى شوكته لولا فسادهم وفشلهم. إنهم يخوضون حملة انتخابية مبكرة استعدادا لأنتخابات العام 2018 , او بانتظار اجراء انتخابات مبكرة. قادة فاسدون وفاشلون سقطت ورقة التوت عنهم, لكنهم يحاولون اليوم التستّر وطي صفحة ماضيهم الأسود, عبر الترويج لأنفسهم كقادة مجاهدين زاهدين في الدنيا.

لكنهم كاذبون مراؤون, وإن كانوا صادقين في صحوتهم فاليقدموا الدليل على ذلك, لا عبر الصور الإستعراضية المأخوذة من الخطوط الخلفية للجبهات, ولا عبر اللقطات الإستعراضية لكسرة الخبز واللبن التي يأكلوها, ولكن عبر مبادرتهم بإعادة الأموال العراقية التي نهبوها الى خزينة الدولة العراقية الخاوية, وعبر تقديم أبنائهم للمحاكمة.

لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا , بل سيواصلوا سياسات التضليل والمتاجرة بالدين وبدماء الأبرياء من اجل التربع على كرسي الوزارة او كرسي رئاسة الوزراء, وعبر تسخير الأموال العراقية المنهوبة للترويج لذلك. لقد فشل هؤلاء في مهمة الجهاد الكبر الا وهي جهاد النفس, عبر خيانتهم للأمانة خلال توليهم للحكم, وعبر خيانتهم للمباديء الإسلامية التي صدّعوا رؤوس العراقيين بإدعاء الدفاع عنها وتجسيدها. 

وماقيمة الجهاد الأصغر حتى لو كانوا صادقين فيه, أمام فسادهم الأكبر وقد قال الرسول الأكرم لقوم عادوا من الجهاد مرحى بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر, فقالوا وماهو يارسول الله, فقال: جهاد النفس . واما هؤلاء وإن جاهدوا وإن استشهدوا فهم ليسوا مجاهدين ولا شهداء حقيقيين لأنهم شهداء المنصب وشهداء المال وشهداء الفساد وهم لا يختلفون عن ذلك الذي سمّاه رسول الله شهيد الحمار!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك