المقالات

الإنتقال من الفساد الأكبر الى الجهاد الأصغر!

1723 2015-09-11



تحاول عدد من رؤوس الفساد الكبيرة التي استباحت الدولة العراقية طوال السنوات الثمان الماضية, أن تغطّي على عار فسادها, وفساد ابنائها, عبر ركوب موجة الحشد الشعبي وإدعاءات الدفاع عن الوطن والمقاومة. إدعاءات لا تنطلي الا على السذّج ولاتهدف الا الى تحقيق مكاسب ومنافع سياسية.

فمن سرق المليارات من اموال الدولة العراقية ووزعها على أبنائه وصحبه عبر العقود الوهمية والشركات الورقية, هو آخر من يفكر بالدفاع عن الوطن. فأمثال هؤلاء الدجالين هم من اوصلوا البلاد الى ماوصلت اليه من تردّي ودمار وفساد. ولذا فلايعقل أن هؤلاء المجرمين الذين خانوا الأمانة طوال سنوات حكمهم, أن يتحولوا بين ليلة وضحاها الى امناء مدافعين عن الوطن.

لكنهم يسخرون الملايين من الHموال التي سرقوها للترويج لبطولاتهم الوهمية الكاذبة في جبهات القتال مع تنظيم داعش الإرهابي, الذي ما كانت لتقوى شوكته لولا فسادهم وفشلهم. إنهم يخوضون حملة انتخابية مبكرة استعدادا لأنتخابات العام 2018 , او بانتظار اجراء انتخابات مبكرة. قادة فاسدون وفاشلون سقطت ورقة التوت عنهم, لكنهم يحاولون اليوم التستّر وطي صفحة ماضيهم الأسود, عبر الترويج لأنفسهم كقادة مجاهدين زاهدين في الدنيا.

لكنهم كاذبون مراؤون, وإن كانوا صادقين في صحوتهم فاليقدموا الدليل على ذلك, لا عبر الصور الإستعراضية المأخوذة من الخطوط الخلفية للجبهات, ولا عبر اللقطات الإستعراضية لكسرة الخبز واللبن التي يأكلوها, ولكن عبر مبادرتهم بإعادة الأموال العراقية التي نهبوها الى خزينة الدولة العراقية الخاوية, وعبر تقديم أبنائهم للمحاكمة.

لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا , بل سيواصلوا سياسات التضليل والمتاجرة بالدين وبدماء الأبرياء من اجل التربع على كرسي الوزارة او كرسي رئاسة الوزراء, وعبر تسخير الأموال العراقية المنهوبة للترويج لذلك. لقد فشل هؤلاء في مهمة الجهاد الكبر الا وهي جهاد النفس, عبر خيانتهم للأمانة خلال توليهم للحكم, وعبر خيانتهم للمباديء الإسلامية التي صدّعوا رؤوس العراقيين بإدعاء الدفاع عنها وتجسيدها. 

وماقيمة الجهاد الأصغر حتى لو كانوا صادقين فيه, أمام فسادهم الأكبر وقد قال الرسول الأكرم لقوم عادوا من الجهاد مرحى بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر, فقالوا وماهو يارسول الله, فقال: جهاد النفس . واما هؤلاء وإن جاهدوا وإن استشهدوا فهم ليسوا مجاهدين ولا شهداء حقيقيين لأنهم شهداء المنصب وشهداء المال وشهداء الفساد وهم لا يختلفون عن ذلك الذي سمّاه رسول الله شهيد الحمار!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك