المقالات

من يقطع رأس أفعى الفساد

1718 2015-08-10

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)

المفسدون كالمنافقين يتسترون بالدين والمبادئ، ويرفعون شعار محاربة الفساد، والإصلاح وإقامة دولة القانون، والحزم والبناء والإعمار مصطلحات رنانة ؛لكنها جوفاء تخلوا من أي مضمون.

كثير ممن غرته تلك الشعارات، وبريق السلطة والنفوذ، فكان رهان الفاسد على تلك الفئة المخدوعة، في تثبيت أركان حكمه ومملكته الفاسدة، ودعمهم له إنتخابيا وإعلاميا، عدا المرتزقة الذين، باعوا ضمائرهم ودينهم بحفنة دراهم؛ ليمجدوا الظلم ويزوروا الحقائق؛ ليصبح المظلوم ظالما والظالم مظلوم بشتى الوسائل.

فالصراع بين الحق والباطل والصلاح والفساد، صراع أزلي في كل زمان ومكان، هناك فريقان متخاصمان، فقد حملت المرجعية ومن معها من بعض الكتل السياسية لواء الإصلاح، بما تمتلك من سلطة معنوية ورمزية في نفوس الناس 

كانت منابر الجمعة في كربلاء، تعطي النصح والإرشاد إلى الحكومة، وحين يأسوا من الإستجابة، إنطلقت دعوى التغيير قبل الإنتخابات المنصرمة، وكانت واضحة المقاصد، بل كانت الدعوى أكثر وضوحا، في تغيير الوجوه التي، لم تجلب الخير للبلاد، وعدم التشبث بالسلطة، مع ذلك تشابه البقر على الناس، كما تشابه على بني إسرائيل، فقالوا لم لا يخرج المرجع ويصرح بنفسه، فخرج المرجع الشيخ بشير النجفي، في لقاء مصور وفسر معنى التغيير، فتعرض لحملة من التسقيط، أساءت لمقام المرجعية، وعصوا أمر المراجع، فحل بالعراق ماحل.

إن من يملك، السلطة الأكبر والنفوذ الأقوى، هو رئيس الوزراء كما في الدستور، فهو القائد العام للقوات المسلحة، والمسؤول التنفيذي المباشر عن عمل الدولة، وكان يدير الوزارات الأمنية، بالوكالة والمخابرات والبنك المركزي وملف الطاقة، فهو يتحمل المسؤولية الكبرى، عن الخراب والدمار طيلة السنين الماضية.

أما اليوم كم تتحمل الحكومة الحالية، المتمثلة برئيس وزرائها السيد حيدر العبادي، فساد وتركة ثمان سنين، وهل يملك الجرأة بفتح ملفات الفساد الكبرى، وقطع رأس الفساد.

المتيقن هو أن الشعوب، أقوى من الطغاة والفاسدين، إن توفر الوعي والتشخيص الدقيق والإرادة، فإنهم سيتساقطون كما تتساقط، أوراق الأشجار في الخريف، فالسمكة نتنة من رأسها، فمحاربة الفساد والقضاء عليه، تبدأ من الرأس، فإن سقط ستتساقط بقية الرؤوس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك