المقالات

حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية

1663 2015-08-10

لا يختلف إثنان على إن المظاهرات حق مشروع كفله الدستور والقانون العراقي؛ بعد سقوط النظام البعثي، ونحن كمراقبين في هذا المجال أول المؤدين لهذا الأمر والداعمين له، حيث إن المظاهرات التي نشهدها هذه الايام في العاصمة بغداد، وباقي المحافظات الجنوبية؛ ومما لا شك فيها قد تقف ورائها وتمولها جهات فاشلة، من أجل حرفها عن مسارها الصحيح، وجعلها بدل المطالبة بالخدمات إلى إسقاط الحكومة، والتعدي على مقام المرجعية الدينية. 
فقد شاهدنا عدة لافتات رفعت في مظاهرات بغداد والنجف الأشرف تحديداً؛ حيث صبت جم غضبها على المرجعية الدينية والقوى السياسية، التي حذرت من إنتخاب الذين أخفقوا بقيادة المركب السياسي، وتحميل هؤلاء المسؤولية بدون وجه حق؛ وكل الشعب يعلم إن المرجعية ليس لها ناقة ولا جمل في الكابينة السياسية، إلا دورها الاشرافي العام ونصائحها للقوى السياسية جميعاً، وحثهم على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وتحسين الوضع المعيشي للطبقة الفقيرة والمعدومة، والغاء حالة الطبقية بين فئات الشعب. 

لم ننسى قبل عاماً من الأن وتحديداً قبل الإنتخابات النيابية، التي جرت في العراق عام 2014، والتي بح فيها صوت المرجعية الدينية المنادية بالتغيير والإصلاح السياسي، وتغيير الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق والمجرب لا يجرب، ولم تكتفي المرجعية بالمشافهة، بل أرسلت كتب ووصايا للمتصديين بالتنحي عن السلطة، وفسح المجال أمام الأخرين لكي يتسنى لهم أخذ دورهم لقيادة المركب السياسي، الذي خرمه اولئك الذين شككوا بحيادية المرجعية ونزاهتها، من أجل إدامة سلطانهم. 

إن هؤلاء الفاشلين الذين أسقطوا ثلث مساحة العراق بيد داعش؛ وأدخلونا بأزمات سياسية وطائفية وقومية، وعشنا ما يقارب العقد بعزلة دولية، عادو من جديد هذه الايام في وسط المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات، يتهمون المرجعية الدينية بانها هي التي أوهمتهم بإنتخاب الفاشلين، ويلقون باللائمة عليها من أجل خلط الأوراق، وجعل جرائم سبايكر وبأدوش وسقوط خمسة محافظات وسرقة ميزانية العراق، وإنهيار إقتصادي وسياسي وأمني كلها طي النسيان؛ ويأملون تفصيل مرجعيات جديدة تتناسب مع توجهاتهم الشخصية وحسب الطلب. 

لقد" حذرتنا المرجعية وإنتخبنا السرسرية"؛ لابد أن يكون هكذا شعارنا في المظاهرات القادمة، لكي نبين للعالم إن المرجعية الدينية أول من حذرت من إنتخاب الفاسدين والفاشلين، ووصفتهم بوجوه كالحه والمجرب لا يجرب. الخ، ومعظمنا تجاهل هذه التوصيات وعاد إنتخاب هؤلاء، الذين هم سبب الفساد والفشل الكبير في مؤسسات الدولة، والتأثير الفاضح اليوم على اداء الحكومة الحالية من خلال فرقة المستشارين" الشيطانية"، التي كانت ومازالت تدير الأمور من خلف الكواليس، وأيدتها العقول المتحجرة التي صدقتها وكذبت المرجعية الدينية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك