المقالات

العراق بين الفقاعتين.!

1651 2015-08-05

التظاهر حق مشروع كفله الدستور والقانون العراقي بعد 2003، وأوجب حماية المتظاهرين والحفاظ على أرواحهم، لكن أن يكون التظاهر ضمن الأطر القانونية والدستورية؛ وتلبية مطالب المتظاهرين من خلال تشكيل غرفة عمليات مختصة، للنظر بما قدمته الجهة المتبنية لهذا الأمر وتشكيل خلية أزمة، حتى لا تتطور الامور وتأخذ منحى أخر؛ قد يكلف الدولة الكثير ويدخلها في مسارات مجهولة. 

بعض الساسة الذي كتب الدستور بقلمة" الذي أحتفظ به أكثر من ثلاثة عقود ونصف".! واعطى الحق الكافي للتظاهر، وهذا الأمر يعد أحد ركائز الديمقراطية وحرية التعبير؛ لكن يبدو نسى أو تناسى أن يكتب أمراً مهماً، وهو كيفية التعامل مع الجمهور وتلبية المطالب التي خرج من أجلها هؤلاء؛ وان لا يعبر عنهم بالفقاعة التي لم يفهم أبجديتها وخطورتها. 

هذه الفقاعة التي أسقطت حسني مبارك وسببت بانهيار أمني واقتصادي؛ وأسقطت مرسي الذي لم يتجاوز حكمة عام، هذه الفقاعة التي أسقطت معمر القذافي الذي واجهها" بزنكة زنكة"، وأسقطت علي عبد الله صالح وعبد ربة منصور ومعظم الحكومات، هذه الفقاعة التي أسقطت ثلث مساحة العراق بيد داعش، عندما قدمت الحلول منذ إنطلاق شرارتها الاولى، وجوبهت بالرفض من قبل قائد الكابينة السياسية، وعبر عنها زوبعة وفقاعة سوف أنهيها عن قريب. 

لما لا نعتبر من الماضي ونأخذ هذا الأمر على محمل الجد؛ ونشكل غرفة خاصة تجمع كل القوى السياسية وأصحاب الإختصاص، للخروج برؤية واحدة حتى نغلق الأبواب أمام الأجندات الخارجية والداخلية، ولا سيما وان هناك فريق بمركب السيد العبادي، يريد أن يطيح بالحكومة والعملية السياسية برمتها، ولديه أذرع أخطبوطيه يتحرك من خلالها في المؤسسات الحيوية؛ ولا يروغ له الإنتصار على قوى الإرهاب والإنسجام السياسي، والإنفتاح الدبلوماسي والدعم الدولي. 

إن كانت فقاعة السيد المالكي أسقطت خمسة محافظات في غرب العراق، على السيد العبادي أن لا يتعامل مع مظاهرات بغداد والوسط والجنوب بنفس الفقاعة، وان يضرب رؤوس الفساد في مفاصل الدولة، ويفتش عن الخلل الكبير في الوزارات الخدمية وفي المقدمة وزارة الكهرباء، وان يبعد عنه فرقة المستشارين" الشيطانية"، التي أوصلت العراق إلى حافة الهاوية لو لا المرجعية الدينية، التي خلصتنا من" الفقاعة الأولى"، ونأمل أن تخلصنا المرجعية من الفقاعة الثانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك