المقالات

ثقافة الهزائم !

1609 18:50:29 2015-05-21

عندما يستبسل جيشٌ ما في أي قتال مع أي عدوٍّ ويستنفذ ماعنده من إمكانيات وقدرات ومعدات قتالية ولم يبق بيده وسيلة أخرى يجابه به عدوه المتفوق عليه بقدراته العسكرية وأسلحته القتالية...في هذه الحال إذا إنسحب الجيش وبأي طريقة لخلاص أفراده وحمايتهم من الوقوع في قبضة العدوّ مع الحفاظ على ماتبقّى من أسلحته... فلا يُعتبر هذا الإنسحاب هزيمة من العدو بل يُعدُ خسارة معركة فقط...ويمكن أن يُطلق عليه إنسحابا تكتيكيا لإعادة تجهيز الوحدة المنسحبة ووضع خطة جديدة والعودة لمجابهة العدو مرّة أخرى...

ولكن عندما تنسحب فرقة عسكرية ( ذهبية ) بكامل عدّتها وعديدها وتترك مواقعها المهمّة التي كُلّفت بالدفاع عنها والحفاظ عليها أمام عدوٍ خارجي يُقال أنّ عددهم لايتجاوز المئات... فلامكان هنا للتكتيك والإنسحاب التكتيكي ! وكيف يجوز لجيش أن ينسحب ويهرب من مدينته وأرضه وعرضه وتحت أي ضغطٍ ليسلّمها للغرباء الأعداء ؟! ولعلّ أمرهذا القائد الذهبي أقلّ وطئة من غيره فعلى الأقل لم يترك جنوده ومعداته لداعش ويهرب ....بل حافظ على الجميع وتراجع للخلف تكتيكياً ...ولكنّ غيره ممن راهن عليه السياسيون وسلموه راية القيادة العامة لشرطة الإنبار قد ألبس الهزيمة ثوبا جديدا يليق بمكانته وخبرته المتراكمة وأسس للهروب ثقافةً جديدة لم يسبقه فيها لاقنبر ولاغيدان ! فهولم يكتفِ بترك مدينته وشرف أبناء محافظته فحسب ... بل إحتفظ للعدو بمخازن السلاح كاملة وكأنه على موعد معهم على تسليمها ...ولم يسمح لأفراد شرطته بالتصرّف بها ... ثمَّ هام الرفيق الفهداوي على وجهه مع ثلّة من ضباطه الأشاوس ...هذا ماصرّح وشهد به بعض منتسبي مديريتة الى قناة البغدادية ووسائل إعلامية أخرى ! والقائد الآخر الذي إستبشر به مجلس حكروت خيراً وراهن على شراسته وصموده ....

هو قائد عمليات الأنبار محمد خلف سعيد...هذا القائد من خفته القتالية وسرعته في الحركة (ولكن ليس في مباغتة العدو) ... ترك حتى جرحاه خلفه في أرض المعركة ولم يأمر بإخلائهم فالوقت لايسعه لأعطاء الأوامر ! وقافلة المنسحبين تكتيكيا لاتنتظره... فكان أولئك الجرحى من نصيب العدو الداعشي الذي أجهز عليهم وانهى حياتهم جميعا ! ومن إنجازات هذا القائد أيضا ...أنه ترك السجناء في سجنهم فكان نصيب المتهمين منهم بالإرهاب اللحاق بركب الداعشيين ...ونصيب الآخرين المسجونين لمخالفات بسيطة الأعدام الفوري من قبل الدواعش ..هذه هي إنجازات القادة الأشاوس أبناء المحافظة المنكوبة ! الذين نكئوا جراحنا التي لم تندمل بعد ...فمنذ أن سقطت الموصل بأيدي المجرمين الداعشيين فلم يفارقنا شبح تلك الهزيمة النكراء التي مُني بها الجيش العراقي الذي كان ضحيّة المؤامرات والمناكفات السياسية والتي أودت به الى تلك الكارثة ...

تفائلنا خيرا بعد أن تحقق النصر على داعش في تكريت ومناطق أخرى بدعم وإسناد من الحشد الشعبي والقوى الخيرة من أبناء العشائر ....ولكن لم يمهلنا العدو طويلا حتى إنتكست تلك الآمال وتراجعت الثقة مرّة أخرى عندما تم تسليم الأنبار بسهولة ويسر الى شراذم داعش وبطريقة لاتختلف كثيرا عن سيناريو تسليم الموصل...! بعد هزيمة القادة العسكريين والأمنيين غير المبرّرة....ليفتحوا صفحة جديدة من الإتهامات المتبادلة وتخوين بعضهم البعض الآخر. ...مع تبادل التهم والتقصير بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية! وداعش منهم في مأمن...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك